كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

6 - حدثنا محمَّد بن يحيى النيسابوريُّ (¬1)، وأبو أُميَّة (¬2)،
-[34]- ومُحمد بن حَيُّويه (¬3) قالوا: حدثنا سليمانُ بن حَرْب (¬4) ح
وحَدثنا يونس بن حَبيب (¬5)، حدثنا أبو داود (¬6) ح
وحَدثنا أحمَدُ بن شَيبَان الرملي (¬7)، حدثنا المُؤَمَّلُ بن
-[35]- إسماعيل (¬8)، قالوا: حدثنا حمادُ بن زَيد، عن مَطَرٍ
-[36]- الورَّاقِ (¬9)، عَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمَر، وحُمَيد بن عبد الرَّحْمَنِ قالا: لقينا عبد الله بن عُمر ... وساق الحديثَ بنحو حديثِ كَهْمَسٍ، إلَّا أنَّه قال في حدِيثهِ: جاء رجلٌ هيئتُه هَيْئَةُ مُسَافرٍ، وثيابُه ثيابُ مُقِيمٍ،
-[37]- فَقال: يا رسولَ الله، أدْنُو منك؟ قال: "ادْنُ" (¬10).
¬_________
(¬1) في (ط): "الذهلي"، بدل: "النيسابوري". وهو: محمَّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري.
(¬2) هو محمَّد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي.
(¬3) هو: محمَّد بن يحيى بن موسى الإسفرائينِي، توفي سنة (259 هـ). وقد ضبط ابنُ ناصر الدين (حَيُّويَه) في (التوضيح) (3/ 393)، فقال: بفتح أوله، وضم المثناة التحتية المشددة، وسكون الواو، وفتح المثناة التحتية، تليها هاء.
قال عنه الأمير ابن مأكولا: "أحد المكثرين في الرحلة، والتثبُّت، والسماع".
وقال الذهبي: "الحافظ المتقين، المعروف بحَيَّوَيه، كان أبو عوانة يقول: محمَّد بن يحيانا، ومحمد بن يحياكم، ينظِّرُه بالذهلي المذكور". وقال أيضًا: "الظاهر أن حَيَّوَيه لقبٌ لوالده" وقال في العبر: "وبه تخرَّج الحافظ أبو عوانة".
ولم أجد قولًا آخر فيه سوى ما سبق حكايته عن أبي عوانة وابن ماكولا، وما دام المصنِّف تخرَّج به وينظره بالذهلي فهذا يعنِي أنه عالمٌ به، ويوثّقه، والله أعلم.
انظر: الإكمال للأمير ابن ماكولا (2/ 360)، تذكرة الحفَّاظ (2/ 554)، العبر (1/ 373)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص / 182) وثلاثتها للذهبي.
(¬4) ابن بجيل الأزدي الواشحي -بمعجمة ثم مهملة- أبو أيوب البصري، قاضي مكة.
انظر: التقريب (2545).
(¬5) العجلي، مولاهم أبو بشر الأصبهانِي، جامع المسند عن أبي داود الطيالسي.
(¬6) الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود البصري، والحديث في مسنده (ص: 5).
(¬7) الرملي نسبة إلى الرَّملة مدينة بفلسطين بالقرب من مدينة اللُّد، وما زالت تعرف بهذا الاسم.
انظر: معجم البلدان لياقوت (3/ 79)، معحم بلدان فلسطين لمحمد شراب (ص: 417).
-[35]- = والمنتسب إليها هو: أبو عبد المؤمن، صاحب سفيان بن عيينة، توفي سنة (268 هـ).
قال ابن أبي حاتم: "كان صدوقًا"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان يخطئ" ووثقه الحكم، وقال صالح الطرابلسي: "ثقة مأمون، أخطأ في حديث واحد"، وقال الذهبي في الميزان: "صدوق، قيل: كان يخطئ، فالصدوق يخطئ". ورمز له بـ (صح) وهي إشارة تدلُّ على أن العمل على توثيق ذلك الرجل كما نقله الحافظُ عن الذهبِي في اللسان.
وقال الحافظ: "وقال العقيلي في الضعفاء: لم يكن ممن يفهم الحديث، وحدَّث بمناكير". ولم أجد ترجمة هذا الراوي في كتاب الضعفاء - للعقيلي في النسخة المطبوعة، والمخطوطة (نسخة الظاهرية العمرية) فلعله قال ذلك في ترجمة راوٍ آخر.
وخلاصة القول فيه أنه: صدوق يخطئ. والله أعلم.
تنبيه:
لم يذكره المزي في التهذيب ولا الحافظ في التقريب لأن صاحب الكمال لم يذكر من روى عنه من أصحاب الكتب الستة.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 55)، الثقات لابن حبان (8/ 40)، سير أعلام النبلاء (12/ 346)، والميزان للذهبي (1/ 103)، لسان الميزان (1/ 9) تهذيب التهذيب كلاهما لابن حجر (1/ 37).
(¬8) في (ط): "مُؤَمَّل" بدون (ال) التعريف وهو: بوزن محمَّد، بهمزة، القرشيّ، العدوي مولاهم، أبو عبد الرحمن البصري، نزيل مكة توفي سنة (206 هـ). التقريب (7029).
وثقه ابن معين وإسحاق بن راهويه مطلقًا، ووثقه آخرون ووصفوه بالخطأ أو كثرة الخطأ مع توثيقهم له، منهم: أبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وابن سعد، =
-[36]- = ويعقوب بن سفيان الفسوي، والساجي، وابن قانع، والدارقطنِي وغيرهم.
وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو زرعة: "في حديثه خطأ كثير".
قال الحافظ في التقريب: "صدوق، سيء الحفظ"، فهو ممن يتابع وقد توبع في هذا الإسناد. ترجمته في: طبقات ابن سعد (5/ 105)، الجرح والتعديل (8/ 374)، الثقات لابن حبان (9/ 187) تهذيب الكمال (29/ 176)، ميزان الاعتدال (4/ 228) تهذيب التهذيب (10/ 339).
(¬9) مَطَر -بفتحتين- بن طَهْمَان الوراق، أبو رجاء السلمي مولاهم، الخراسانِي سكن البصرة، توفي سنة (125 هـ، وقيل سنة 129 هـ). التقريب (6699).
ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وابن معين في عطاء خاصة. وضعفه النسائي، وابن سعد، والدارقطني مطلقًا.
ووثقه أبو زرعة، وابن معين في رواية بقولهما: "صالح"، وكذا قال أبو حاتم فيما نقله المزي، ونقل الذهبي في الميزان عن أبي حاتم أنه قال: "ضعيف"؟! وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "ربما أخطأ"، وقال العجلي مرة: "صدوق" ومرة: "لا بأس به"، وقال البزار: "لا بأس به"، وقال الساجي: "صدوق يهم".
قال الحافظ في التقريب: "صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف".
ترجمته في: الطبقات لابن سعد (7/ 254)، الجرح والتعديل (8/ 287)، الثقات لابن حبان (5/ 435)، تهذيب الكمال (28/ 51)، الميزان (4/ 126)، تهذيب التهذيب (10/ 153).
(¬10) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان الإيمان والإِسلام والإحسان, ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى ... (1/ 38 ح 2) من طرق، عن حماد بن زيد، به، ولم يسق متنه كاملًا أيضًا. وقد ساق متنه كاملًا أبو داود الطيالسي في مسنده (ص / 5).
فائدة الاستخراج:
ميَّز المصنِّف بعض ألفاظ حديث مطر الوراق هذا عن غيره، والإمام مسلم لم يميِّز ذلك وإنما أشار إليها إشارة بقوله: "وفيه بعض زيادة، ونقصان أحرف".

الصفحة 33