كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

11 - ز- حدثنا يوسف بن سعيد بن مُسَلَّم (¬1)، حدثنا خالد بن يزيد (¬2)، حدثنا
-[42]- إسماعيلُ بن أبي خالد (¬3)، عن قيْس بن أبي حازم، عَن جَرير بن عبد الله قال: جاء جبريل (¬4) إلى النبِي -صلى الله عليه وسلم- في صورة رجلٍ، فقال: يا مُحمد، ما الإيمانُ؟ قال: "أن تؤمن باللهِ، وَملائكته، وكتبهِ، ورسلهِ، والقدر خيره وشرِّه"، قال: صدقتَ. قال: فتعجبنا من تصديقهِ النبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-.
قال: فأخبرني ما الإسلامُ؟ قال: "الإِسلامُ أن تقيمَ الصلاةَ، وَتُؤتَي الزكاة وتَحُجَّ البيتَ، وتصومَ رمضانَ". قال: صدقتَ.
قال: فأخبرني ما الإحسانُ؟ قال: "الإحسانُ أن تَعبد الله كأنك تراهُ، فإن لم تكن تراهُ فإنه (¬5) يراك"، قال: صدقْتَ.
-[43]- قال: فأخبرني مَتى الساعَةُ؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل، وَلكن لَها علامَاتٌ وَأمارات: إذا رأيتَ رِعاءَ البَهْمِ يتطاولون في البنيانِ في خمسٍ مِن الغَيبِ لا يَعلمُهُنَّ إلا الله"، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا في الْأَرْحَامِ} (¬6).
قال: ثم وَلَّى الرجلُ، فقالَ النبِي -صلى الله عليه وسلم-: "عَليَّ بهِ"، فَطُلِب، فلم يوجَد، فقال: "هذا جبريل أتاكم يُعَلِّمُكُم مَعَالمَ دينكمْ، مَا أتَانِي في هَيئةٍ إلَّا عَرَفْتُه إِلَّا هَذه" (¬7).
¬_________
(¬1) في (ط): "يوسف بن مسلم"، وهو: يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي الحافظ.
(¬2) خالد بن يزيد بن خالد بن عبد الله بن أسد القسري البجلي الدمشقي، جده أمير العراق المشهور.
ضعَّفه أبو حاتم، والعقيلي، وابن عدي، وساق حديثه هذا من جملة منكيره وقال: "لا يرويه عن إسماعيل بن أبي خالد غير خالد بن يزيد القسري .... ثم قال: وأحاديثه كلها لا يتابع عليها لا إسنادًا ولا متنًا ... وهو عندي ضعيف إلا أن أحاديثه =
-[42]- = إفرادات، ومع ضعفه كان يكتب حديثه". وقال الذهبي: "كان صاحب حديث ومعرفة، وليس بالمتقن، ينفرد بالمنكير".
فعلى هذا فهو ضعيف الحديث.
انظر: الجرح والتعديل (3/ 359)، الضعفاء للعقيلي (2/ 15)، الكامل لابن عدي (3/ 885 - 888)، السير للذهبي (9/ 410)، تهذيب تاريخ دمشق لابن بدران (5/ 117).
(¬3) واسم أبي خالد: هرمز -وقيل: سعد، وقيل: كثير- الأحمسي البجلي مولاهم، أبو عبد الله الكوفي. تهذيب الكمال للمزي (3/ 69).
(¬4) في (ط): "رجل" بدل "جبريل"، وفوقه تخريجة إلى الهامش للتصويب، ولكن الهامش مبتور في هذه النسخة؛ لعدم دقة التصوير، والصواب ما في الأصل و (م) ويقتضيه السياق.
(¬5) في نسخة (م) كتب أولًا: "فإنه"، ثم كتب فوقه: "فهو"، كالتصويب، وفي (ط) أيضًا: =
-[43]- = "فهو"، وما أثبت من الأصل.
(¬6) سورة لقمان- الآية (34).
(¬7) هذا الحديث -كما سبق- كتب على هامش نسخة (م) أنه من زوائد المؤلف على مسلم، ولكنه في الترتيب وقع في الأصل و (م) قبل حديث الفضل بن عباس (رقم 8) ثم بعده متابعات الحديث المذكور، وجعلته في آخر الباب -تبعًا لنسخة (ط) - لأنه من الزوائد، والمعروف من منهج المصنِّف أنه يورد الزوائد في أواخر الأبواب غالبًا، ثم إن إقحام هذا الحديث بين حديث الفضل بن عباس وبين متابعاته لم يظهر لي فيه وجهٌ، ولعلَّ الخطأ من الناسخ، والله أعلم.
ومتن الحديث معروف من حديث أبي هريرة وابن عمر -كما سبق- وغيرهما، وأما من حديث جرير بن عبد الله: فقد أخرجه الآجري في "الشريعة" (ص: 189)، وأبو الشيخ الأصبهانِي في "طبقات المحدثين" (4/ 259) كلاهما من طريق يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي، عن خالد بن يزيد، به، وأخرجه أبو القاسم القشيري في "الرسالة" (ص: 87) من طريق المصنِّف أبي عوانة به. =
-[44]- = ولا يثبت بهذا الإسناد؛ لتفرد خالد بن يزيد به، وهو ضعيف ينفرد بالمنكير، وهذا من مناكيره، كما أشار إليه ابن عدي. قال الحافظ ابن حجر: "وعن جرير البجلي أخرجه أبو عوانة في صحيحه, وفي إسناده خالد بن يزيد وهو القسري ولا يصلح للصحيح". الفتح (1/ 142).
فائدة الاستخراج:
زيادة المصنِّف هذا الحديث على أحاديث الباب من فوائد الاستخراج.
تنبيه:
وقع في آخر العبارة في مطبوعة الفتح: "العمري" بدل: "القسري" وهو خطأ.

الصفحة 41