كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)
15 - حدثنا أبو عبد الله السَّخْتِيَانِي (¬1) بجُرجان سنةَ خمسينَ وَمئتين، حدثنا أحمد بن يونس (¬2)، حدثنا عاصمُ بن محمدٍ (¬3)، حَدثنِي واقد بن محمَّد (¬4)، عن أبيهِ، عَن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بُنِي الإِسلام
-[53]- على خمْسٍ: شهادة أن لا إله إلَّا الله، وأَن محمدًا رسولُ الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة وَحَج البيتِ، وصَوم رَمضان" (¬5).
¬_________
(¬1) السَّخْتِيَانِي: نسبة إلى عمل السَّخْتيان وبيعها، وهي الجلود الضأنية ليست بأدم.
الأنساب (7/ 53).
وأبو عبد الله هو: إسحاق بن إبراهيم السختيانِي الجرجانِي، صرَّح المصنِّف باسمه في موضع آخر وهو في كتاب المناقب، ح (10441).
ترجم له السهمي في (تاريخ جرجان) له، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أجد له ترجمة في موضعٍ آخر. انظر: تاريخ جرجان للسهمي (ص: 155).
(¬2) أحمد بن عبد الله بن يونس التميميّ اليربوعي.
(¬3) عاصم بن محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وشيخه واقد -هنا- هو أخوه.
(¬4) وقع في صحيح مسلم "عاصم بن محمَّد، عن أبيه" بدون ذكر "واقد"، وقد أخرجه =
-[53]- = البيهقي في السنن الكبرى (4/ 81) من طريق أحمد بن يونس، عن عاصم بن محمَّد، عن أبيه -بدون ذكر واقد- أيضًا، وأخرجه -كذلك بإسقاط واقدٍ من الإسناد-: الإمامُ أحمد في المسند (2/ 120)، وابن خزيمة في الصحيح (4/ 128)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 420)، والآجري في الشريعة (ص / 106) وغيرهم من طرق عن عاصم بن محمَّد، عن أبيه، به.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 159 - 160 رقم 309)، وابن منده في الإيمان (1/ 302) كلهم من طريق أحمد بن يونس، عن عاصم، عن واقد، عن أبيه، به.
فهذا ظاهره أنه كان عند أحمد بن يونس، عن عاصم على الوجهين، فيكون عاصمٌ سمعه من أخيه عن أبيه، ثم علا فسمعه من أبيه مباشرة، فكان يحدِّث به على الوجهين.
أو يكون عاصم شكَّ في سماعه من أبيه فثبته فيه أخوه واقد، فرواه عنه عن أبيه، والله أعلم.
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب بيان أركان الإِسلام ودعائمه العظام (1/ 45 ح 21) من طريق عاصم بن محمَّد عن أبيه، به.
تتمة البحث حول اختلاف الروايات في تقديم الحج وتأخيره عن الصيام:
قال الحافظ ابن حجر (رحمه الله تعالى) -عند حديث حنظلة بن أبي سفيان الذي رواه البخاري من طريق عبيد الله بن موسى-: "وقع هنا تقديم الحج على الصوم، وعليه بنى البخاري ترتيبه، لكن وقع في مسلم من رواية سعد بن عبيدة عن ابن عمر -رضي الله عنه- بتقديم الصوم على الحج، قال: فقال رجل: "الحج، وصوم رمضان"، فقال ابن عمر: "لا، صيام رمضان، والحج، هكذا سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". ففي هذا إشعار بأن رواية حنظلة التي في البخاري مروية بالمعنى، إما لأنه لم يسمع رد ابن عمر -رضي الله عنه- =
-[54]- = على الرجل؛ لتعدد المجلس، أو حضر ذلك ثم نسيه، ويَبعُد ما جوّزه بعضهم أن يكون ابن عمر -رضي الله عنه- سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- على الوجهين، ونسى أحدهما عند رده على الرجل. ووجْهُ بُعدِه أن تطرق النسيان إلى الراوي عن الصحابي أولى من تطرقه إلى الصحابي. كيف وفي رواية مسلم من طريق حنظلة بتقديم الصوم على الحج! ولأبي عوانة -من وجه آخر- عن حنظلة أنه جعل صوم رمضان قبل. فتنويعه قال على أنه روي بالمعنى. ويؤيّده ما وقع عند البخاري في "التفسير" بتقديم الصيام على الزكاة. أفيقال: إن الصحابي سمعه على ثلاثة أوجه؟! هذا مستبعد، والله أعلم". فتح الباري (1/ 65 - 66).
أقول: وهو قول حسن، فهذا الحديث له عن ابن عمر -رضي الله عنه- أحد عشر طريقًا، اختلف فيه الرواة عن ابن عمر -رضي الله عنه-، ثم عمّن دونه -بتقديم الصوم على الحج تارة، وتأخيره عنه تارة أخرى-، على التفصيل التالي:
الطريق الأولى عن ابن عمر -رضي الله عنه-: طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به، وله عن حنظلة سبع طرق:
الأولى: طريق عبيد الله بن موسى عن حنظلة: وقد اختلف عليه فيه، فأخرجه البخاري عنه -كما سبق تخريجه-، وابن منده في "الإيمان" (1/ 84) من طريق ابن أبي غرزة عن حنظلة به، بتقديم الحج على الصوم.
وأخرجه المصنف عن محمَّد بن عوف الحمصي، والصاغاني، وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 80) من طريق إبراهيم بن أبي شيبة، كلهم: عن عبيد الله بن موسى، عن حنظلة به، بتقديم الصوم على الحج.
الثانية: طريق وكيع عن حنظلة: وقد اختلف عليه أيضًا؛ فأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1/ 188) من طريق إسحاق بن راهويه، عن وكيع، عن حنظلة؛ بتقديم الصوم. =
-[55]- = وأخرجه الآجري في "الشريعة" (ص: 106) من طريق إسماعيل، عن وكيع؛ بتقديم الحج.
الثالثة: طريق إسحاق بن سليمان الرازي عن حنظلة: وقد اختلف عليه أيضًا؛ فأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلّام عنه في "الناسخ والمنسوخ" (ص: 203)، وابن منده في "الإيمان" (1/ 301) من طريق حامد بن أبي حامد، عن إسحاق بن سليمان الرازى، عن حنظلة؛ بتقديم الصوم على الحج.
وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 420) من طريق الحسن بن عيسى، عن إسحاق بن سليمان الرازي، عن حنظلة؛ بتقديم الحج على الصوم.
الرابعة: طريق عبد الله بن نمير عن حنظلة: ولم يختلف عليه، فأخرجه الإمام أحمد عنه في "المسند" (2/ 143)، ومسلم -كما سبق تخريجه- من طريق محمَّد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن حنظلة؛ بتقديم الصوم.
الخامسة: طريق روح بن عبادة عن حنظلة: ولم يختلف عليه، فأخرجه المصنف من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 159) من طريق محمَّد بن يحيى، كلاهما: عن روح عن حنظلة؛ بتقديم الصوم.
السادسة: طريق المعافى بن عمران عن حنظلة: أخرجه النسائي في "سننه" (8/ 107)، والحسن بن سفيان الفسوي في "الأربعين" (ص: 47)، كلاهما: من طريق محمَّد بن عمار، عن المعافى، عن حنظلة؛ بتقديم الحج على الصوم.
السابعة: طريق مخلد بن يزيد عن حنظلة: أخرجه المصنف من طريقه بتقديم الصوم على الحج.
كان هذا فيما يخص طريق حنظلة بن أبي سفيان، وأغلب الروايات عنه بتقديم الصوم على الحج، فيقرب بذلك قول الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- من أن رواية =
-[56]- = حنظلة التي فيها تقديم الحج على الصوم مروية بالمعنى.
ولكن هل يعني هذا أن تقديم الصوم على الحج هي الراجحة في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- هذا؟! لا يمكن الجزم بذلك؛ لأن أغلب الروايات الأخرى -غير طريق حنظلة عن عكرمة- فيها تقديم الحج على الصوم، وها هي الطرق التي وقفت عليها:
فالحديث رواه عن ابن عمر -رضي الله عنه- أحد عشر راويا، منهم عكرمة بن خالد؛ رواه عنه حنظلة، وسبق بيان طرقه، وهذه بيان الطرق الأخرى عن ابن عمر -رضي الله عنه-:
الطريق الثانية: طريق سعد بن عبيدة السلمي عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
رواه عن سعد بن عبيدة أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي، وقد اختلف عليه.
فأخرجه مسلم -كما سبق تخريجه- من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن سعد بن طارق، عن سعد بن عبيدة؛ بتقديم الصوم على الحج.
وأخرجه مسلم أيضًا -كما سبق تخريجه- والمصنف، وابن منده في "الإيمان" (1/ 186)، والخطيب في "الكفاية" (ص: 210)، كلهم من طرق عن سهل بن عثمان، عن يحيى بن زكريا، عن سعد بن طارق الأشجعي، عن سعد بن عبيدة؛ بتقديم الحج على الصوم.
وأخرجه المصنف، والخطيب في "الكفاية" (ص: 210)، من طريق أسد بن موسى، عن يحيى بن زكريا، عن سعد بن طارق؛ بتقديم الحج أيضًا.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 204) من طريق عثمان بن ساج، عن سعد ابن طارق به؛ بتقديم الحج أيضًا.
فجميع الطرق هنا عن سعد بن طارق فيها تقديم الحج، وخالفهم أبو خالد الأحمر عن سعد -كما في رواية مسلم- فقدم الصوم على الحج!.
الطريق الثالثة: طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
وقد اختلف عليه أيضًا، فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 283) من طريق =
-[57]- = عبد العزيز بن عبيد الله، عن سالم به؛ بتقديم الحج على الصوم.
وأخرجه أيضًا في "المعجم الكبير" (12/ 309) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم به؛ بتقديم الصوم على الحج.
الطريق الرابعة: طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
رواه سفيان بن عيينة، عن سُعير بن الخِمْس، وعن عبدة بن أبي لبابة، واختلف على سفيان فيه؛ فأخرجه ابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (ص: 84) -ومن طريقه الترمذي في "السنن" (515)، والآجري في "الشريعة" (ص: 106) - عن ابن عيينة، عن سُعير بن الخِمْس، عن حبيب به؛ بتقديم الصوم على الحج.
وتابع ابنَ عيينة عن سُعير بن الخِمْس في تقديم الصوم: الحميدي في "المسند" (2/ 308).
وأخرجته بيبي الهرثمية في "جزئها" (ص: 62)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/ 942) من طريق محمد بن ميمون، عن ابن عيينة، عن سُعير ومسعر به؛ بتقديم الحج.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/ 230) من طريق إبراهيم بن محمَّد الشافعي، عن ابن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن حبيب به، بتقديم الحج أيضًا.
الطريق الخامسة: طريق نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
علقه البخاري في "صحيحه" - مع الفتح (8/ 32، ح: 4514)، ووصله في موضع آخر (الفتح 8/ 160، ح: 4650) من طريق بكير بن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به؛ بتقديم الصيام على الزكاة والحج، غير أنه لم يذكر لفظ الحديث في الموضع الذي وصله.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/ 325) من طريق عبد العزيز بن عبد الرحمن، عن خصيف، عن نافع به؛ بتقديم الحج على الصوم. =
-[58]- = الطريق السادسة: طريق محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
وله عن محمَّد بن زيد ثلاث طرق:
الأولى: طريق عمر بن محمَّد بن زيد، عن أبيه محمَّد بن زيد، عن ابن عمر -رضي الله عنه-:
أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 82) من طريق شعبة، عن عمر بن محمَّد بن زيد، عن أبيه به؛ بتقدم الصوم على الحج.
الثانية: طريق عاصم بن محمَّد، عن أخيه واقد بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن زيد، عن ابن عمر -رضي الله عنه-: أخرجها المصنف، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 160)، وابن منده في "الإيمان" (1/ 302) كلهم من طرق عن أحمد بن يونس، عن عاصم بن محمَّد، عن أخيه واقد، عن أبيه محمَّد بن زيد، عن ابن عمر -رضي الله عنه-؛ بتقدم الحج على الصوم.
الثالثة: طريق عاصم بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن زيد، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
وقد اختلف عليه فيه: فأخرجه مسلم -كما سبق تخريجه- من طريق معاذ بن معاذ، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 120)، وابن خزيمة في "الصحيح" من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 420) من طريق شعبة، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 81) من طريق أحمد بن يونس، أربعتهم: عن عاصم بن محمَّد، عن أبيه محمَّد بن زيد به، بتقديم الحج على الصوم.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" (ص: 106) من طريق شبابة بن سوار، عن عاصم، عن أبيه به؛ بتقدم الصوم على الحج.
ورواه عن عاصم أيضًا بشر بن المفضل، واختلف عليه فيه؛ فأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 418) من طريق حميد بن مسعدة، عن بشر، عن عاصم، عن أبيه به؛ بتقديم الصوم على الحج.
وأخرجه ابن خزيمة في "الصحيح" (4/ 128) من طريق أحمد بن المقدام العجلي، عن =
-[59]- = بشر، عن عاصم بن محمَّد، عن أبيه به، بتقديم الحج على الصوم.
وأما ما ورد من رواية عاصم بن محمَّد، عن أخيه واقد، عن أبيه محمَّد بن زيد، ثم روايته عن أبيه بإسقاط أخيه كما سبق بيان طرقه، ومنها طريق أحمد بن يونس الذي رواه عن عاصم على الوجهين، مرة بذكر واقد، ومرة بإسقاطه فهذا ظاهره أنه كان عند أحمد بن يونس عن عاصم على الوجهين، ويكون عاصم سمعه من أخيه واقد عن أبيه، ثم علا فسمعه من أبيه مباشرة، فكان يحدث به على الوجهين، أو يكون عاصم شك في سماعه من أبيه فثبته فيه أخوه واقد، فرواه عنه عن أبيه.
وأما غير أحمد بن يونس من الرواة فكلٌّ كان يحدث به على الوجه الذي سمعه من عاصم، ولم يختلف على أحد منهم فيه. والله أعلم.
الطريق السابعة: طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص: 261)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 62) كلاهما من طريق الحارث العكلي، عن أبي وائل، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به؛ بتقديم الصوم على الحج.
الطريق الثامنة: طريق سلمة بن كهيل، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (ص: 261) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به؛ بتقديم الحج على الصوم.
الطريق التاسعة: طريق يزيد بن بشر السكسكي، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 26) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن يزيد بن بشر، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به؛ بتقديم الحج أيضًا.
الطريق العاشرة: طريق ميمون بن مهران، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (ص: 202) من طريق أبي المليح الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به؛ أيضًا بتقديم الحج على الصوم. =
-[60]- = الطريق الحادية عشرة: طريق أبي سويد العبدي، عن ابن عمر -رضي الله عنه-.
أخرجه الإِمام أحمد في "المسند" (2/ 93) من طريق بركة بن بن يعلى، عن أبي سويد العبدي، عن ابن عمر -رضي الله عنه- به؛ أيضًا بتقديم الحج على الصوم.
هذه هي مجمل الطرق التي وقفت عليها لهذا الحديث، وأغلبها فيها تقديم الحج على الصوم، ولعلها هي الراجحة كما ذهب إليه البخاري -رحمه الله تعالى- حين بنى ترتيب كتب الصحيح على هذا الحديث، كما نبه عليه الحافظ.
وللحديث شاهد من حديث جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/ 363 - 364) بإسنادين ضعيفين؛ أحدهما فيه جابر الجعفي، والثاني فيه داود ابن يزيد الأودي.
ولكن يعضده ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 326)، و"المعجم الصغير" (2/ 8)، وحسن إسناده الشيخ الألباني في "الإرواء" (3/ 250)، وفيه تقديم الحج على الصوم.
وأما ما ذهب إليه النووي -رحمه الله تعالى- من احتمال صحة الوجهين عن ابن عمر -رضي الله عنه-؛ فقد استبعده الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- كما سبق ذلك في كلامه في مطلع البحث. والله أعلم.