كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

344 - حدثنا أبو النَّضر إسماعيلُ بن عبيد الله (¬1) وفهد بن
-[532]- سليمان (¬2) قالا: حدثنا أبو العاص (¬3) من ولد سعيد بن العاص، حَدثني عنبسة بن عبد الواحد (¬4)،
-[533]- عن بَيان (¬5)، عن قيس بن أبي حَازم، عن ابن العاص (¬6): سمعتُ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "إِنَّ بَني فلانٍ -فذَكَرَ مثلَهُ- وَلِيِّيَ الله والذين آمنوا، ولكن لهم رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبِلالِهَا" (¬7).
¬_________
(¬1) لم أجد له ترجمة في المصادر التي توفرت لي.
(¬2) الدَّلَّال النخَّاس -بالمعجمة-، أبو محمد الكوفي، نزيل مصر، توفي سنة (275 هـ).
ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا وقال: "كتبت فوائده، ولم يقض لنا السماع منه"، ووثقه ابن يونس فيما نقله الذهبي والعيني عنه.
انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 89)، تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 261 - 280 هـ / ص 416)، مغاني الأخيار للعيني (مخطوط ل 376).
(¬3) هو: أحمد بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص القرشي الأموي، ذكره المزي في الرواة عن عنبسة بن عبد الواحد -والظاهر أنه أخوه- وذكره الذهبي فيمن كنيته أبو العاص، ولم أجد له ترجمة. انظر: تهذيب الكمال (22/ 420)، المقتنى للذهبي (1/ 334).
(¬4) وقع في (م): "عبد الله" بدل "عنبسة"، ولعله سبق قلم، وهو عنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، أبو خالد الكوفي.
وثقه ابن سعد، وابن معين، وأبو حاتم، وقال الإمام أحمد، وأبو زرعة، وأبو داود: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال البخاري: "عنبسة بن عبد الواحد ضعيفٌ، ذاهب الحديث".
ووثقه الحافظان الذهبي وابن حجر، وأما قول البخاري فيه فغريبٌ مع توثيق من سبق ذكرهم له، ولذا قال د. حمزة الديب محقِّق العلل الكبير: "لم أجد في عنبسة بن عبد الواحد جرحًا حتى إن الذهبي لم يذكره في الميزان، ومن عادته أن يذكر فيه من جُرِح ولو كان ثقة، ولم يذكره في المغني ولا ابن حبان في المجروحين، ويبدو أن العبارة هنا غير سليمة، والله تعالى أعلم". =
-[533]- = وقد أخرج له البخاري تعليقًا، ولم يذكره الحافظ في هدي الساري في أسماء من طعن فيه من رجال البخاري، ولا فيمن أخرج لهم البخاري تعليقًا، ويبدو أن العبارة غير سليمة كما قال المحقِّق والله أعلم.
انظر: تاريخ الدوري (2/ 458)، طبقات ابن سعد (7/ 326)، ترتيب علل الترمذي الكبير لأبي طالب القاضي (2/ 978)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 401)، الثقات لابن حبان (7/ 288)، تاريخ بغداد للخطيب (12/ 283)، الكاشف للذهبي (2/ 100)، التقريب (5207).
(¬5) ابن بشر الأحمسي البجلي، أبو بشر الكوفي المعلِّم.
(¬6) في (م): "أبي العاص" وهو خطأ.
(¬7) أخرجه البخاري معلقًا في صحيحه -كتاب الأدب- باب تُبَل الرحم ببلالها (الفتح 10/ 432 ح 5990) عن عنبسة بن عبد الواحد عن بيان بن بشرٍ به.
قال الحافظ ابن حجر: وقد وصله البخاري في كتاب "البر والصلة" عن محمد بن عبد الواحد بن عنبسة قال حدثنا جدي عنبسة بن عبد الواحد فذكره، وأخرجه الإسماعيلي من رواية فهد بن سليمان عن محمد بن عبد الواحد المذكور، وساقه بلفظ: "سمعت عمرو بن العاص يقول سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- ينادي جهرًا غير سرٍ: إن بني أبي فلان ليسوا بأوليائي، إنما ولييَ الله والذين آمنوا، ولكن لهم رحم ... الحديث".
[تنبيه: وقع في المطبوع من الفتح "نهد بن سليمان" بالنون، وهو خطأٌ].
ووصله الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق من طريق البخاري عن محمد بن عبد الواحد بن عنبسة عن جده، ومن طريق أبي بكر الإسماعيلي عن عبد الله بن =
-[534]- = محمد بن مسلم عن فهد بن سليمان عن محمد بن عبد الواحد به.
ومحمد بن عبد الواحد هذا لم أجد له ترجمة في المصادر التي وقفت عليها، وكذا قال الشيخ الألباني: "لم أجد له ترجمة في شيءٍ من الكتب التي عندي".
وأما قوله: "آل أبي فلان" أو آل بني فلان" كما هي رواية المصنّف فقال النووي: "هذه الكناية هي من بعض الرواة خشي أن يسميه فيترتب عليه مفسدة وفتنة إما في حق نفسه، وإما في حقه وحق غيره، فكنى عنه، والغرض إنما هو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما وليي الله وصالح المؤمنين" ومعناه إنما ولييَ من كان صالحًا وإن بَعُد نسبه مني، وليس ولييَ من كان غير صالح وإن كان نسبه قريبًا".
انظر: شرح صحيح مسلم (3/ 87)، فتح الباري (10/ 436)، وتغليق التعليق لابن حجر (5/ 86)، السلسلة الصحيحة للألباني (2/ 403 رقم 764).

الصفحة 531