كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

351 - حدثنا عباس الدوري، والصغاني، والصائغ [بمكة] (¬1) قالوا: ثنا يحيى بن أبي بُكير (¬2)، حدثنا زهير (¬3)، عن سُهيل بن أبي
-[543]- صَالح (¬4)، عن النعمان بن أبي عياش (¬5)، عن أبي سَعيدٍ الخُدري (¬6) أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أدنى أهلِ النَّارِ عذابا يُنْعَلُ بِنَعْلَينِ مِن نارٍ يَغْلِي دِمَاغُهُ مِن حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ" (¬7).
¬_________
(¬1) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك)، والصائغ هو: جعفر بن محمد بن شكر البغدادي.
(¬2) واختلف في اسم أبيه، فقيل: نسر، وقيل: بشير العبدي القيسي، أبو زكريا الكِرماني البغدادي.
(¬3) ابن محمد التميمي العنبري، أبو المنذر الخراساني المروزي، توفي سنة (162 هـ).
اختلفت فيه أقوال الأئمة بين موثِّقٍ له ومضعِّف، واختلفت عباراتهم أيضًا في ذلك، وخلاصة الأمر فيه أنه صدوق يخطئ، فما حدَّث من كتابه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه ففيه أخطاء، ورواية أهل الشام عنه منكرة لأنه حدَّثهم من حفظه، ورواية العراقيين عنه أصح من غيرها، ومن ضعَّفه كان بسبب تلك الروايات المنكرة التي رواها عنه أهل الشام، ويتجنَّب رواياته التي أنكرت عليه، وقد ذكر ابن عدي جملة من ذلك.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: "ثقة متفق على تخريج حديثه، مع أن بعضهم ضعفه، وفصل الخطاب في حال رواياته أن أهل العراق يروون عنه أحاديث مستقيمة، وما خُرِّج عنه في الصحيح فمن رواياتهم عنه، وأهل الشام يروون عنه روايات منكرة".
وقد أخرج له الأئمة الستة في كتبهم محتجِّين به، وهذه الرواية هي من رواية العراقيين =
-[543]- = عنه، وللحديث طريق أخرى كما سبق والحمد لله.
للوقوف على ترجمته وأقوال الأئمة فيه نظر: تاريخ الدوري (2/ 176)، تاريخ الدارمي (ص: 114)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 427)، والضعفاء الصغير له (ص: 99)، الثقات للعجلي (1/ 371)، أبو زرعة الرازي وجهوده (2/ 618)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص: 233)، العلل الكبير للترمذي (2/ 953، 981)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص: 112)، الضعفاء للعقيلي (2/ 92)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 590)، الثقات لابن حبان (6/ 337)، الكامل لابن عدي (3/ 1073)، الثقات لابن شاهين (ص: 133)، المحلى لابن حزم (2/ 194)، الضعفاء لابن الجوزي (1/ 297)، تهذيب الكمال للمزي (9/ 414)، ميزان الاعتدال (2/ 84)، والمغني (1/ 241)، وديوان الضعفاء (ص: 146)، والكاشف (1/ 408)، وسير أعلام النبلاء (8/ 188)، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 161 - 170/ ص: 197)، وذكر أسمَاء من تكلم فيه وهو موثق كلها للذهبي (مخطوط - ص: 16)، شرح علل الترمذي لابن رجب (2/ 777)، هدي الساري (ص: 423)، وتهذيب التهذيب (3/ 308)، والتقريب لابن حجر (2049)، تهذيب تاريخ دمشق لابن بدران (5/ 397).
(¬4) واسم أبي صالح ذكوان السمان المدني، وسُهَيل هذا فيه كلامٌ يسير، انظر: ح (37).
(¬5) الزُّرَقي الأنصاري، أبو سلمة المدني، واختلف في اسم أبيه، فقيل: زيد، وقيل: عبيد.
(¬6) نسبته "الخدري" ليست في (ط) و (ك).
(¬7) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب أهون أهل النار عذابا (1/ 195 ح 361) عن =
-[544]- = أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن أبي بكير به، وصدْر الحديث فيه بلفظ "إنَّ أدنى"، وفيه: "ينتعل بنعلين".

الصفحة 542