كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

بَابُ (¬1) بَيَانِ أنَّ السَّاعَةَ لا تَقُوْمُ مَا دَامَ في الأَرْضَ مَنْ يُوَحِّدُ الله، وأنَّ الإِسْلامَ يَعِزُّ (¬2) في جَميْعِ الأَرْضَ، وَيَعُودُ إِلَى المدِيْنَةِ كَمَا بَدَأَ مِنْهَا، وَالدَّلِيْلُ عَلَى ذَهَابِ الإِسْلامِ في الفِتْنَةِ
¬_________
(¬1) كلمة "باب" لم ترد في (ط) و (ك).
(¬2) عَزَّ الشيء يعِزُّ بمعنى قوي واشتدَّ، وتأتي بمعنى قلَّة الشيء وندرته، والمعنى الثاني هو المراد هنا.
انظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس (4/ 38)، القاموس المحيط للفيروزآبادي (664).
361 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبري، عن عبد الرَّزاق (¬1)، عن معمر، عن ثابت (¬2)، عن أنس بن مالك (¬3) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم السَّاعة على أحدٍ يقولُ: الله، الله" (¬4).
¬_________
(¬1) والحديث في "مصنَّفه" (11/ 402).
(¬2) ابن أسلم البناني.
(¬3) في (ط) و (ك): "عن أنس" فقط بدون ذكر اسم أبيه.
(¬4) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذهاب الإيمان آخر الزمان (1/ 131 ح 234) عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق به.
وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1/ 533)، والبغوي في "شرح السنة" (15/ 89) كلاهما من طريق الدبري عن عبد الرزاق به.
362 - حدثنا جَعفر بن محمد الصائغ (¬1)، حدثنا عَفان بن
-[553]- مُسْلم، ح
وَحدثنا محمد بن الفَرج الأزرق (¬2)، حدثنا
-[554]- شَاذَان (¬3)، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ السَّاعة حتى لا يقالُ في الأرضِ: الله، الله" (¬4).
¬_________
(¬1) أبو جعفر البغدادي، نزيل مكة، المعروف بالصائغ الكبير.
(¬2) هو: محمد بن الفرج بن محمود، أبو بكر البغدادي الأزرق، توفي سنة (282 هـ).
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البرقاني عن الدارقطني: "هو ضعيف"، وقال الحكم عنه: "لا بأس به، من أصحاب الكرابيسي، يطعن عليه في اعتقاده"، ووقع في تهذيب التهذيب لابن حجر في نقل رواية الحكم: "ضعيفٌ، لا بأس به ... " ويظهر أن كلمة "ضعيفٌ" مقحمة فهي ليست في سؤالات الحاكم، ولا في نقل الخطيب عنه -والذهبي- لهذه العبارة، وليست موجودة أيضًا في اللسان للحافظ نفسه.
ولعلَّ في هذه العبارة جمعٌ بين روايتي البرقاني والحاكم عن الدارقطني، فيوجَّه قوله: "ضعيف" إلى معتقده، وقوله: "لا بأس به" في روايته.
وقال ابن حزم: "مجهول"، وقال الخطيب: "أما أحاديثه فصحاح، ورواياته مستقيمة، لا أعلم فيها شيئًا يستنكر، ولم أسمع أحدًا من شيوخنا يذكره إلا بجميلٍ سوى ما ذكرته عن البرقاني آنفًا". يعني من التضعيف الذي نقله عن الدارقطني، وهذا التضعيف مرجعه إلى الاعتقاد؛ لأن حسينًا الكرابيسي الذي جاء ذكره في رواية الحكم عن الدارقطني كان من الواقفة، وممن يعيب على الإمام أحمد نفيه القول بخلق القرآن.
وقال الذهبي: "صدوق، تكلَّم فيه الحكم لمجرد صحبته الكرابيسي وهذا تعنُّتٌ زائدٌ"، لكن الحاكم إنما نقله من كلام الدارقطني، وقال الذهبي عن الأزرق أيضًا: "وجدت له حديثًا منكرًا متنه: منا السفاح، ومنا المنصور، رواه عن يحيى بن غيلان حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا".
لكن تعقَّبه الحافظ ابن حجر في اللسان بقول ابن حبان: "لا ينبغي أن [يجرَّج] الأزرق به، فإن الضحاك لم يسمع من ابن عباس، فلعلَّ الآفة من المجهول الذي سمعه الضحاك =
-[554]- = منه"، ثم قال الحافظ: "رواه الخطيب من طريق أخرى، فبرئ الأزرق من عهدته".
انظر لطرق هذا الحديث الذي ذكره: تاريخ بغداد (1/ 62).
وذكره الحافظ في التهذيب والتقريب تمييزًا، وقال: "صدوقٌ، ربما وهم".
انظر: الثقات لابن حبان (9/ 144)، سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: 143)، المحلى لابن حزم (3/ 279)، تاريخ بغداد للخطيب (3/ 159)، سير أعلام النبلاء (12/ 79) والميزان للذهبي (4/ 4)، لسان الميزن (5/ 340)، وتهذيب التهذيب (9/ 344)، والتقريب لابن حجر (6220).
(¬3) هو: الأسود بن عامر الشامي، أبو عبد الرحمن، نزيل بغداد، وشاذان لقبٌ.
(¬4) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان -باب ذهاب الإيمان آخر الزمان (1/ 131 ح 234) عن زهير بن حرب عن عفان بن مسلم به.
وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 268) عن عفان بن مسلم عن حمادٍ به.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (15/ 88) من طريق المصنِّف عن جعفر بن محمد الصائغ -وحده- عن عفانٍ به.
فائدة الاستخراج:
بيَّن المصنِّف في روايته: حماد بن سلمة، وهو عند مسلم مهمل.

الصفحة 552