كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 1)

368 - حَدثنا محمدُ بن الليثِ المَرْوَزِي (¬1)، حدثنا عَبْدَانُ (¬2)، عن أبي حمَزة (¬3) -قِرَاءةً-، عن الأعمش، بإسناده قال: بمثله: "اكْتُبُوا لي مَنْ تَلَفَّظَ (¬4) بالإسلامِ". فَكَتَبْنَاهُمْ فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَ مائة، فَقلنا: يا رسولَ الله أَتَخَافُ [علينا] (¬5) ونحن خَمْسُ مِائة؟ (¬6).
¬_________
(¬1) هو: محمد بن الليث بن حفص بن مرزوق الإسكاف القزاز المروزى.
(¬2) عبد الله بن عثمان بن جبلة الأزدي العتكي، أبو عبد الرحمن، وعَبْدَان لقبه.
(¬3) السُّكَّري، محمد بن ميمون المروزي.
(¬4) في (ط) و (ك): "يَلْفُظُ".
(¬5) ما بين المعقوفتين من (ط) و (ك).
(¬6) أخرجه البخارى في صحيحه -كتاب الجهاد والسير- باب كتابة الإمام الناس (الفتح 6/ 206 ح 3060) عن عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش به.
تنبيه:
اختلفت الروايات في ذكر عدد الذين كُتِبوا، ففي روَاية الثوري أنهم ألفٌ وخمسمائة، وفي رواية أبي معاوية أنهم ما بين الستمائة إلى السبعمائة، وفي رواية أبي حمزة أنهم خمسمائة، كلهم يروون عن الأعمش، وجمع بعض الشراح بين الروايات بأوجهٍ من الجمع، ولكن قال الحافظ ابن حجر: "يخدش في وجوه هذه الاحتمالات كلها اتحاد مخرج الحديث، ومداره على الأعمش بسنده، واختلاف أصحابه عليه في العدد المذكور، والله أعلم".
وقال أيضًا: "كأن رواية الثوري رَجحت عند البخاري فلذلك اعتمدها لكونه =
-[560]- = أحفظهم مطلقًا وزاد عليهم، وزيادة الثقة الحافظ مقدَّمة، وأبو معاوية -وإن كان أحفظ أصحاب الأعمش بخصوصه، ولذلك اقتصر مسلم على روايته لكنه- لم يجزم بالعدد؛ فقدَّم البخاري رواية الثوري لزيادتها بالنسبة لرواية الاثنين، ولجزمها بالنسبة لرواية أبي معاوية، وأما ما ذكره الإسماعيلي أن يحيى بن سعيد الأموي وأبا بكر بن عياش وافقا أبا حمزة في قوله: خمسمائة، فتتعارض الأكثرية والأحفظية فلا يخفى بُعْد ذلك الترجيح بالزيادة، وبهذا يظهر رجحان نظر البخاري على غيره".
انظر: فتح الباري لابن حجر (6/ 206 - 207).

الصفحة 559