كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 1)

حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، ومسلم، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي -وكان من الحفاظ، كان أحمد بن حنبل يكاتبه، وأبي حفص عمرو بن علي الفلاس، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبيه، وأبي زرعة، وزكريا الساجي، وأبي جعفر العقيلي، وأبي الحسن علي بن الجنيد -وكان حافظًا من أصحاب محمد بن عبد الله بن نمير، وأبي أحمد بن عدي، وأبي الفتح الأزدي، وأبي الحسن الدارقطني، وغيرهم من العلماء» (1).
وأثنى عليه ابن القطان قائلا: «ثقة، جليل القدر، عالم بالحديث، مقدَّم في الحفظ» (2)، ونسبه إلى الحفظ والفطنة، فقال -في حديثه عن قدح الراوي بأنه كان يُلقَّن فيتلقن: «وهذا أكثر ما عيب به سماك، وهو قبول التلقين، وإنه لعيب يسقط الثقة بمن يتصف به، وقد كانوا يفعلون ذلك بالمحدِّث، تجربة لحفظه وصدقه، وربما لقنوه الخطأ. كما قد فعلوا بالبخاري حين قدم بغداد، وبالعقيلي –أيضًا- نحو ذلك، فالحافظ الفطين يفطن لما يرمى به من ذلك، فيصنع ما صنعا، رحمة الله عليهما» (3).
وعدّه ابن الصلاح من أهل المعرفة بالحديث، فقال: «النوع الحادي والستون: معرفة الثقات والضعفاء من رواة الحديث. هذا من أجل نوع وأفخمه؛ فإنه المرقاة إلى معرفة صحة الحديث وسقمه، ولأهل المعرفة بالحديث فيه تصانيف كثيرة: منها ما أفرد في الضعفاء: ككتاب «الضعفاء» للبخاري، و «الضعفاء» للنسائي، و «الضعفاء» للعقيلي، وغيرها» (4).
واعتبره شيخ الإسلام ابن تيمية من أهل العلم بالحديث والمعرفة به، فقال -في كلامه عن حديث مروي في فضل العقل: «وهذا الحديث كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك أهل العلم بالحديث كأبي جعفر العقيلي ... » (5)، وقال -أيضًا: «وذكرنا أن حديث العقل ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث كأبي حاتم بن حبان، وأبي جعفر
__________
(1) «الضعفاء والمتروكين» (1/ 7).
(2) «بيان الوهم والإيهام» (5/ 641).
(3) «بيان الوهم والإيهام» (4/ 58).
(4) «معرفة أنواع علوم الحديث» (ص387).
(5) «الجواب الصحيح» (5/ 40).

الصفحة 17