ووصفه السبكي بأنه من جملة حفاظ الشريعة، فقال: «فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة» (1) ثم ذكر عددًا من الصحابة وعدَّد الطبقات بعدهم إلى أن قال: «أخرى: وأبي بكر بن زياد النيسابوري، وأبي حامد بن محمد بن الشرقي، وأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي، وأبي العباس الدغولي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبي العباس بن عقدة، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وعبد الباقي بن قانع، وأبي علي النيسابوري» (2).
أما ابن رجب الحنبلي فقد جعله من أئمة الحديث ونقَّاده، فقال: «وقد روى بعضهم أن جبريل سسس سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام، لا عن الإسلام، وهذه اللفظة لم تصحَّ عند أئمة الحديث ونقاده، منهم: أبو زرعة الرازي، ومسلم بن الحجاج، وأبو جعفر العقيلي، وغيرهم» (3).
وقال -أيضا: «وبكل حال فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفراد قليل من أهل الحديث جدًّا، وأول من اشتُهِر بالكلام في نقد الحديث ابن سيرين، ثم خلفه أيوب السختياني، وأخذ ذلك عنه شعبة، وأخذ عن شعبة يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما أحمد، وعلي بن المديني، وابن معين، وأخذ عنهم مثل البخاري وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم»، إلى أن قال: «وجاء بعد هؤلاء جماعة، منهم: النسائي، والعقيلي، وابن عدي، والدارقطني، وقلّ من جاء بعدهم من هو بارع في معرفة ذلك، حتى قال أبو الفرج بن الجوزي في أول كتابه «الموضوعات»: «قد قلّ من يفهم هذا بل عدم». والله أعلم» (4).
ووصفه ابن الوزير اليماني –أيضا- بالإمامة والاطلاع فقال في حديثه عن بعض الأحاديث: «فهذه الوجوه مع تصحيح أحمد وابن عبد البر وترجيح العقيلي لإسناده مع إمامتهم واطلاعهم يقتضي بصحته أو حسنه إن شاء الله تعالى» (5).
__________
(1) «طبقات الشافعية الكبرى» (1/ 314).
(2) «طبقات الشافعية الكبرى» (1/ 316).
(3) «جامع العلوم والحكم» (1/ 151).
(4) «جامع العلوم والحكم» (2/ 107، 108).
(5) «العواصم والقواصم» (1/ 312).