ممن يكذب في الحديث، وذكر عنه التشيع، فقال له العباس بن عبد العظيم: حدّث في أبي بكر، وعمر، فقلت له: يا أبا عبد الله، صنَّف بابًا فيه معايب أبي بكر، وعمر، فقال: ما هذا بأهل أن يحدَّث عنه، فقال له العباس: حدث بحديث فيه ذكر الجُوالِقَين - يعني: أبا بكر وعمر، فقال: ما هو بأهل أن يحدث عنه، فقال [له] العباس: وحدث عن ابن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن حُجْر المدري قال: قال لي علي بن أبي طالب: إنك ستقام بصنعاء، فتُعرَض على سبِّي فسُبّني، وتُعرَض على البراءة مني فلا تتبرأ مني؛ فاستعظمه أبو عبد الله وأنكره.
وقال العباس: وروى أيضًا عن ابن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: أخبرني أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمع، (أن النبي صلى الله عليه وسلمع) (1) قال لعلي: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، فأنكره أبو عبد الله جدًّا، وكأنه لم يشكَّ أن هذين الحديثين كذب.
وحكى له العباس عن علي، أنه قال: هذين (2) كذب، ليس هذين من حديث ابن عيينة (3).
قال [و] حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال: حدثنا الحسين بن أبي السري، قال: حدثنا وثيق (4) بن وثيق البصري، من العرب (5)، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: السُّبَّق ثلاثةٌ؛ فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى النبي صلى الله عليه وسلمع علي.
قال حسين بن أبي السري: فذكرته لحسين الأشقر، فقال: سمعناه من ابن عيينة).
وهذا أيضا لا أصل له عن ابن عيينة.
__________
(1) قوله: «أن النبي صلى الله عليه وسلمع» سقط من المطبوع، وهو ثابت في (م).
(2) ضبب عليها في الموضعين.
(3) «المنتخب من علل الخلال» (ص209 - 210).
(4) كذا في الأصل، (م)، و «شواهد التزيل» للحاكم الحسكاني (2/ 293، 294)، ولم أجد له ذكرًا، والظاهر أنه مصحّف عن فيض بن وثيق، كما جاء في «اللسان» (6/ 364).
(5) في (م): «العُريب».