كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 1)

لذلك حرص العلماء في القرون الأولى على تدوين سِيَر هؤلاء الرواة في مصنَّفات ضخمة، عُرِفوا فيها بأعيانهم، وموقف كل منهم من العدالة والضبط، ودوَّنوا فيها ما شاهدوه من أحوالهم أو ما نقلوه عن أئمة العلم من الكلام في صفاتهم، وأصبح ما كتبوه في هذا الباب علمًا مستقلًّا سُمِّي فيما بعد: «علم رجال الحديث» وهو العلم الذي يُبحَث فيه عن أحوال الراوي من حيث اتصافه بشرائط قبول الخبر أو عدمه.
وقد لقي هذا العلم عناية أئمة الحديث في القديم والحديث، فصنفوا فيه التآليف الكثيرة؛ فمصنفات خاصة بالجرح والتعديل، ومصنفات خاصة بالثقات، ومصنفات خاصة بالضعفاء، ومصنفات خاصة بالتواريخ، ومصنفات خاصة بالطبقات، ومصنفات في المتشابه من الأسماء، ومصنفات خاصة بالمتفق والمفترق، ومصنفات خاصة بالأنساب، إلى غير ذلك.
وتنقسم التصانيف في رواة الحديث إلى ثلاثة أقسام: ما أُفرد في الثقات، وما أُفرد في الضعفاء، وما جُمع فيه الثقات والضعفاء.
ومع أهمية هذه المصنفات فالأمة ما زالت تفتقر إلى ديوان يستوعب مصنفات تراجم رواة السنة النبوية بطريقة تتلاءم مع أهميتها ومكانتها في خدمة السنة النبوية، ومع التطور العلمي التقني في هذا العصر.
وقد تنبَّهتْ دار التأصيل مركز البحوث وتقنية المعلومات منذ نشأتها عام 1407 هـ - الموافق 1987م - لأهمية هذا الباب؛ فوضعت في خطتها ومحاور عملها الرئيسة الاهتمام برواة الأحاديث والآثار، ونتج عن ذلك ما يلي:
1 - إنشاء موسوعة إلكترونية شاملة للرواة وما ورد عنهم في مائة وخمسة وعشرين مرجعًا من المراجع الأساسية للرواة، وقد تمّ الانتهاء منها -بفضل الله، وهي تحوي قرابة تسعين ألف علَم على مدى تاريخ الرواية.
2 – العمل على إنجاز مشروع علمي كبير يهدف لإعادة ضبط وتحقيق وطبع أصول كتب الرواة والتراجم التي لم تحظ بالعناية اللازمة تحت اسم: «سلسلة أصول كتب الرواة».

الصفحة 6