كتاب معجم التوحيد (اسم الجزء: 1)

خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذّر ما صنعوا (¬١).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا (¬٢).
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد" (¬٣).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - وفي رواية -: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (¬٤).
وعنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا (¬٥) لعن الله قوما اتخذوا قبور
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٤٣٦)، ومسلم (٥٣١).
(¬٢) أخرجه البخاري (١٣٩٠)، ومسلم (٥٢٩). وقولها (أبرز قبره) أي كشف قبره ودفن خارج بيته.
قال الألباني رحمه الله: "وسبب دفنه - صلى الله عليه وسلم - في بيته هو سد الطريق على من عسى أن يبني عليه مسجدًا".
انظر تحذير الساجد ص ١١.
* فائدة: الرسول - صلى الله عليه وسلم - دفن في بيته لحديث أبي بكر - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لن يقبر نبي إلا حيث يموت". أخرجه أحمد في المسند (٢٧) والترمذي بلفظ آخر (١٠١٨) وضعفه، وضعفه ابن كثير في البداية ٥/ ٢٦٦. وكذلك فعل الصحابة حيث دفنوه في بيته لأنهم خشوا أن يتخذ قبره مسجدًا. انظر للاستزادة حول قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - باب (اتخاذ القبور عيدًا).
(¬٣) أخرجه أحمد (٣٨٤٤)، (٤١٤٣)، (٤٣٤٢). والطبراني (١٠٤١٣)، وابن حبان (٦٨٤٧).
(¬٤) أخرجه البخاري (٤٣٧)، ومسلم (٥٣٠).
(¬٥) في رواية مالك في الموطأ (اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد) (٣٧٦). قال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ص ٣٤٠: "قد استجاب الله دعاء رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فمنع الناس من الوصول إلى قبره لئلا يعبد استجابة لدعاء رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما قال ابن القيم:
فأجاب ربُّ العالمين دُعاءَهُ ... وأحاطه بثلاثةِ الجدرانِ)

الصفحة 48