كتاب معجم التوحيد (اسم الجزء: 1)

العلم بالحديث، مع أن جاهه عند الله -تعالى- أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين" (¬١).

الشبهة الرابعة:
الحديث الذي فيه توسل آدم عليه السلام في تربته بمحمد -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء في المستدرك عن عمر بن الخطاب مرفوعًا: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال: يا آدم! وكيف عرفت محمدًا ولم أخلقه؟ قال يا رب لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبًا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إياك، فقال: غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك" (¬٢). أخرجه الحاكم وقال فيه: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي بقوله: "بل موضوع وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن أسلم الفهري لا أدري من ذا" (¬٣).
وقد قال ببطلان هذا الخبر جماعة من الحفاظ كابن تيمية وابن عبد الهادي.
قال الإمام ابن تيمية: "ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أُنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب [المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم]: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه.
قلت -القائل ابن تيمية-: وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرًا، ضعفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك من
---------------
(¬١) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص ١٦٨.
(¬٢) المستدرك: ٢/ ٦١٥.
(¬٣) التلخيص للحافظ الذهبي حاشية على المستدرك على الصحيحين ٢/ ٦١٥.

الصفحة 624