كتاب نوادر المخطوطات (اسم الجزء: 1)

لله يومي ببركة الحبش ... والأفق بين الضياء والغبش
والنيل تحت الرياح مضطرب ... كصارم في يمين مرتعش
قد نسجتها يد الغمام لنا ... فنحن من نسجها على فرش
ونحن في روضة مفوفة ... دبج بالنور عطفها ووشى
فعاطني الراح، إن تاركها ... من سورة الهم غير منتعش
وسقني بالكبار مترعة ... فهن أروى لشدة العطش
فأثقل الناس كلهم رجل ... دعاه داعي الصبا فلم يطش
وقال أيضاً:
علل فؤادك باللذات والطرب ... وباكر الراح بالنايات والنخب
أما ترى البركة الغناء لابسة ... وشياً من النور حاكته يد السحب
وأصبحت في جديد النبت في حلل ... قد أبرز القطر منها كل محتجب
من سوسن شرق بالطل محجره ... وأقحوان شهى الظلم والشنب
وانظر إلى الورد يحكى خد محتشم ... من نرجس ظل يبدي لحظ مرتقب
والياسمين وقد أربى على درر ... والراح من درر تطفو على ذهب
كم مرة قد شفينا فيه غلتنا ... بجاحم من فم الإبريق ملتهب
شمس من الراح حيانا بها قمر ... موف على غصن يهتز في كثب
أرخى ذوائبه، وانهز منعطفاً ... كصعدة الرمح، في مسودة العذب
فاطرب ودونكها فاشرب فقد نغبت ... على التصابي دواعي اللهو والطرب
ومما يتعلق بوصف النيل من أبيات له كتبها إلى الأفضل ليلة المهرجان:

الصفحة 21