كتاب نوادر المخطوطات (اسم الجزء: 1)
أبدعت للناس منظراً عجباً ... لازلت تحيي السرور والطربا
ألفت بين الضدين مقتدراً ... فمن رأى الماء خالط اللهبا
كأنما النيل والشموع به ... أفق سماء تألقت شهبا
قد كان من فضة فصار سماً ... وتحسب النار فوقه ذهبا
وقد تعاور الشعراء..... شعاع على صبح. ومن مليح ماقيل في ذلك قول بعض أهل العصر، وهو أبو الحسن على بن أبي البشر الكاتب:
شربنا عم غروب الشمس شمساً ... مشعشعة إلى وقت الطلوع
وضوء الشمع فوق النيل باد ... كأطراف الأسنة في الدروع
وأنشد أبو المنصور الثعالبي (في يتيمة الدهر) لمنصور بن كيغلغ:
قام الغلام يديرها في كفه ... فحسبت بدر التم يحمل كوكبا
والبدر يجنح للأفول كأنه ... قد سل فوق الشط سيفاً مذهباً
وأنشد فيه للقاضي أبي القاسم علي بن إبراهيم بن أبي الفهم التنوخي:
أحسن بدجلة والدجى متصوب ... والبدر في أفق السماء مغرب
فكأنها فيه بساط أزرق ... وكأنه فيها طراز مذهب
وقال ابن وكيع التنيسي:
غدير يدرج أمواجه ... هبوب الشمال ومر الصبا
إذا الشمس من فوقه أشرقت ... توهمته جوشناً مذهبا
الصفحة 22
458