كتاب نوادر المخطوطات (اسم الجزء: 1)

أقول للمسلمين طراً ... تبغون في طبنا اشتهاراً
هيهات حاولتم محالا ... كونوا إذا هوداً أو نصارى
وأشبه من رأيته منهم وأدخله في عداد الأطباء، رجل من اليهود يدعى أبو الخير سلامة بن رحمون، فإنه لقى أبو الوفاء المبشر بن فاتك، فأخذ عنه شيئاً من صناعة المنطق تخصص به وتميز عن أضرابه، وأدرك أبا كثير بن الزفان تلميذ أبي الحسن علي بن رضوان، وقرأ عليه بعض كتب جالينوس، ثم نصب نفسه لتدريس جميع كتب المنطق، وجميع كتب الفلسفة الطبيعية والإلهية، وشرح بزعمه وفسر ولخص، ولم يكن بذاك في تحصيله وتحقيقه، واستقصائه عن لطيف العلم ودقيقه، بل كان يكثر كلامه فيضل، ويسرع جوابه فيزل. ولقد سألته في أول لقائي واجتماعي له، عن مسائل استفتحت مباحثته بها مما يمكن أن يفهمها من لم يمتد بعد في العلم باعه، ولم يكثر تبحره واتساعه، فأجاب عنها بما أبان عن تقصيره ونطة بعجزه، وأعرب عن سوء

الصفحة 35