كتاب نوادر المخطوطات (اسم الجزء: 1)
أهدي لنا ورقاً أر ... قَّ من الشراب الستحيل
خلقا تمزقه الخطو ... ط كأنه غرضُ البخيل
لا بالصبيغ ولا الصقي ... ل ولا العريض ولا الطويل
إلا بياضاً خلته ... وضحاً إلى جسم نحيل
وقد استوفى بعض أهل العصر هذا المعنى، فقال يذكر رزمة كاغد أخرجت إليه من خزانة السلطان، تستعمل في ديوان الإنشاء، وكان بعض كتاب الديوان يسرق الكاغد، فسلكت تلك الرزمة منه لدمامتها وخسة ثمنها:
وكاغدٍ يشبه حالتنا ... في كلِّ مغنى ويحاكيها
جنس للخطِّ صورة ... لا شيء في القبح يدانيها
ينفذ في صفحته كلُّ ما ... ترسمهُ أقلامنا فيها
نودعه مكنون أسرارنا ... وهو إلى الكفُّ فيدميها
كجلدة الأبرصِ في لونه ... وصفاً على الحق وتشبيها
لو كان خلقاً كان مستبشعاً ... أو كان خلقاً كان تشويها
يعثر الأقلام حتى ترى ... مفلولة فيه مواضيها
يتركها تشبه أعجازها ... في غدم البرى هواديها
من بعد ما ضاهى بأطرافها ... أطرافَ سمر الخط باريها
الصفحة 48
458