كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (اسم الجزء: 1)

قَالُوا: وَمَا الصَّمَدُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ، كَقَوْلِهِ: وَ {إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] يُرِيدُ: إِلَيْهِ تَسْتَغِيثُونَ " , قَالُوا: زِدْنَا فِي الصِّفَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَمْ يَلِدْ} [الإخلاص: 3] كَمَا وَلَدَتْ مَرْيَمُ، {وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] كَمَا وُلِدَ عِيسَى، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] ، يُرِيدُ نَظِيرًا مِنْ خَلْقِهِ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ
61 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ خُدَيْجِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَتَى كَانَ رَبُّنَا؟ قَالَ: فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ عَلِيٍّ، فَأغْلَظُوا لَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: دَعُوهُ، فَقَالَ: «يَا يَهُودِيُّ، إِنْ يُقَالُ لِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ فَكَانَ هُوَ غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ، وَقَبْلَ كُلِّ قَبْلٍ، كَانَ بِلَا كَيْنُونَةٍ وَلَا بُدْيًا، وَهُوَ الَّذِي كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ بِغَيْرِ مِثَالٍ عَلَى شَيْءٍ، وَلَا كَوْنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ»

الصفحة 197