كتاب تفسير العثيمين: آل عمران (اسم الجزء: 1)

والسنّة كذلك متواترة فى علو الله، ومتنوعة. فتارة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام، وتارة بفعله، وتارة بإقراره.
أما قوله: فكان يقول في كل صلاة: "سبحان ربي الأعلى" (¬١).
وأما فعله: فقد أشار إلى السماء غير مرة، يشير إلى السماء في الدعاء، يرفع يديه إلى السماء (¬٢)، وأشار إلى السماء حين أشهد ربه على أمته أنهم أقروا بإبلاغه الرسالة في حجة الوداع في يوم عرفة (¬٣)، في أكبر مجمع للمسلمين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأما إقراره: فسأل الجارية: "أين الله؟ " قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" (¬٤).
وأما الإجماع: فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى بعدهم على أن الله تعالى فوق كل شيء، ولم يُنقل عن واحد منهم أنه قال: إنَّ الله في كل مكان، ولا أنه قال:
---------------
(¬١) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، رقم (٧٧٢).
(¬٢) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفارًا"، رقم (٧٠٧٨). ومسلم، كتاب القيامة، باب تغليظ تحريم الدماء، رقم (١٦٧٩).
(¬٣) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو حديث جابر الطويل، رقم (١٢١٨).
(¬٤) قصة الجارية أخرجها مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، رقم (٥٣٧).

الصفحة 42