كتاب تفسير العثيمين: آل عمران (اسم الجزء: 1)

عنده عشرة ملايين، والثاني ما عنده إلا ثيابه يخرج من قاعة المقامرة ليس عليه إلا ثيابه، على كل حال مثل هذه الأساليب التي يُلقيها اليهود والنصارى وأشباههم بين المسلمين يجب على المسلمين الحذر منها؛ لأن الله يقول: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.
يجب على المسلمين أن يستمدُّوا حياتهم ومنهاجهم من كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا واثق كل الثقة، أنهم إذا اعتمدوا في ذلك على الكتاب والسنة، فسيطؤون أعناق هؤلاء الكفار؛ لأن الله يقول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣] هذا كلام الله عزّ وجل، كلام الله الذي يقدر على كل شيء، هو وعدٌ من الله، من قادر صادق في وعده، فإذا كان كذلك فلماذا لا نتمسَّك بدينه؟ لماذا لا نتمسَّك تمسُّكًا تامًا، ونُظهر الأمة الإسلامية من جديد، تتمسَّك بدينها نصًّا وروحًا، لا نصًّا فقط؛ لأن التمسك بالدين نصًّا فقط لا روحًا، ليس بشيء. هو تمسُّك ظاهري يتلاشى عند حدوث النوازل، وأما التمسُّك نصًّا وروحًا فهو الذي ينتفع به الإنسان في دنياه وآخرته. إذن علينا أن نحذر كيد الذين أوتوا الكتاب وكيد كل كافر، لأن الله يقول في الكافرين: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٨٩]. وقال في سورة الممتحنة: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} فعلينا أن نأخذ بهذه الإرشادات التي أرشدنا الله إليها، وأن نسير في طريقنا مهتدين بهدي الله، مقتدين برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يحصل لنا النصر والسعادة، والعز والكرامة في الدنيا والآخرة.

الصفحة 581