كتاب تفسير العثيمين: آل عمران (اسم الجزء: 1)

وإنما قدَّم محبة الله. وأنا حينما أخالفه تقديمًا لمحبة الله عزّ وجل، فالإنسان العاقل المؤمن هو الذي لا تزيده مخالفة أخيه له في الرأي تلك المخالفة المبنية على الاجتهاد إلا محبة له وتمسكًا به. خلافًا لما يفعله بعض الناس الآن ومع الأسف أنهم طلبة علم إذا خالفه أخوه في الرأي، مع أنه لا يعلم الصواب عنده أو عند أخيه أبغضه وكرهه وهجره، وربما يلاقيه فاسق فيسلم عليه، ويلاقيه أخوه الذي خالفه في الرأي ولا يسلم عليه، وما ذاك إلا من الشيطان، الشيطان هو الذي يريد أن يوقع العداوة بين المسلمين ولاسيما بين طلبة العلم حتى ينبذ بعضهم بعضًا؛ لأن الشيطان يعلم أن الشريعة لا تقوم إلا بالعلم وبالعلماء، فإذا تنابذوا وتقاطعوا فيما بينهم، وصار بَعضهم يكره بعضًا؛ ارتكبوا مخالفة لنصوص الكتاب والسنّة التي تأمر العباد بالاجتماع والألفة، وتنهاهم عن الاختلاف والفرقة. {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.
٥ - وجوب تذكر نعمة الله، وهذه مسألة مهمة؛ لأن الغفلة عن تذكر النعمة يستلزم الغفلة عن الشكر، والشكر واجب: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: ١٥٢] فالغفلة عن تذكر النعمة موجب أو مستلزم للغفلة عن الشكر بحيث إن الإنسان لا يعترف بنعمة الله، يجب أن تتذكر نعمة الله عليك في كل شيء في الأمور الدينية وفي الأمور الدنيوية، المالية والجاهية والخلقية والأهل، كل شيء، مثلًا اذكر نعمة الله عليك بالعلم لأنك تعرف أن في الناس من هو جاهل، لا تقل: والله إنعام الله على شيخ الإسلام ابن تيمية أكبر من نعمته عليّ، لا، قل: نعمة الله عليَّ

الصفحة 602