مسجد الكعبة كما في صحيح مسلم: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة" (¬١)، فما دام عندنا دليل صريح في هذا فلا حاجة إلى أن نتأول النصوص على ما فهمناه.
الفائدة التاسعة عشرة: وجوب التعاون على البر والتقوى، لقوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}، وهل هذا متوقف على استعانة الغير بك أو مطلقًا؟
الجواب: الآية عامة، سواء طلب منك المعونة أم لا، فيجب عليك أن تعينه على البر والتقوى.
الفائدة العشرون: الحث على البر والتقوى، وجه ذلك: لأنه إذا أمر بالتعاون عليه فالأمر به من باب أولى، يعني: أمرنا بالتعاون على البر ففعل البر من باب أولى.
الفائدة الحادية والعشرون: النهي عن التعاون على الإثم والعدوان، لقوله: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وسواء طلب منك المعونة أم لا، فلا تعن على الإثم والعدوان.
لكن هل من المعونة على الإثم والعدوان أن يؤجر الإنسان بيته لمن يصنع فيه الخمر؟ الجواب: نعم.
وهل من المعونة أن يبيع التلفزيون على من يستعمله في المحرمات؟ الجواب: نعم. وهذه قاعدة عامة ولها فروع كثيرة جدًّا.
الفائدة الثانية والعشرون: وجوب تقوى الله عزّ وجل، وأن
---------------
(¬١) رواه مسلم، كتاب الحج، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، حديث رقم (١٣٩٦) عن ابن عباس.