كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (اسم الجزء: 1)
652 - أنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيَّ، يَقُولُ: تَقَدَّمْتُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ لِأَقْرَأَ عَلَيْهِ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَافِرُ اللِّحْيَةِ، كَبِيرُ الْهَامَةِ فَابْتَدَأَ لِيَقْرَأَ، فَقَالَ: تَرَفَّقَ يَا خَلِيلِي، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْجَهْمِ السِّمَّرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: §«أَدَبُ النَّفْسِ ثُمَّ أَدَبُ الدَّرْسِ» فَإِنْ أَعْجَلَتْهُ حَاجَةٌ خَشِيَ فَوَاتَهَا بِتَأْخِيرِهَا، سَأَلَ مَنْ سَبَقَهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ سَبْقَهُ، وَيُسَامِحَهُ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَهُ
653 - أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، نا ابْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ مُوسَى بْنُ الْعَبَّاسِ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، كَذَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَحْسَبُهُ سَعْدَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §" أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا ثَقَفِيُّ، وَالْآخَرُ أَنْصَارِيُّ فَقَالَ الثَّقَفِيُّ لِلْأَنْصَارِيِّ: إِنَّكَ مِنْ قَوْمٍ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَمَا تَرَى فِي التَّقَدُّمِ فِي كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدَّمَهُ " وَيُسْتَحَبُّ لِلْسَابِقِ أَنْ يُقَدِّمَ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ كَانَ غَرِيبًا، لِتَأَكُّدِ حُرْمَتِهِ وَوُجُوبِ ذِمَّتِهِ
654 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، نا يَحْيَى، هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، نا الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ -[304]- الْإِيَامِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ تُعَلِّمُنِيهُنَّ، قَالَ: «اجْلِسْ» ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَلِمَاتٌ أَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ تُعَلِّمُنِيهُنَّ "، قَالَ: «§سَبَقَكَ الْأَنْصَارِيُّ» فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: إِنَّهُ رَجُلٌ غَرِيبٌ وَإِنَّ لِلْغَرِيبِ حَقًّا فَابْدَأْ بِهِ " وَإِذَا أَذِنَ لَهُ الْمُحَدِّثُ فِي قِرَاءَةِ أَحَادِيثَ عَيَّنَهَا لَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يِتَعَدَّاهَا طَلَبًا لِلزِّيَادَةِ عَلَيْهَا
الصفحة 303