كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (اسم الجزء: 1)
§تَرْكُ التَّحْدِيثِ لِمَنْ عَارَضَ الرِّوَايَةَ بِالتَّكْذِيبِ
754 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الطَّرَّازِيُّ بِسَابُورَ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: «§لَا تُحَدِّثْ بِالْحَقِّ عِنْدَ السُّفَهَاءِ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلَا تُحَدِّثْ بِالْبَاطِلِ عِنْدَ الْحُكَمَاءِ فَيَمْقُتُوكَ»
755 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ، أنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجُرَيْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَزْيَدَ الْخُزَاعِيُّ، نا الزُّبَيْرُ هُوَ ابْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَضَرْتُ شَرِيكًا فِي مَجْلِسِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْجُرَيْرِيُّ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ جَرِيرٍ، وَكَانَ خَطِيبًا لِلسُّلْطَانِ، فَتَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فِي النَّبِيذِ وَاخْتِلَافِهِمْ فِيهِ، فَقَالَ شَرِيكٌ: نا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «§إِنَّا نَأْكُلُ مِنْ لُحُومِ هَذِهِ الْإِبِلِ، وَنَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ النَّبِيذِ لِيُقَطِّعَهَا فِي أَجْوَافِنَا وَبُطُونِنِا» ، فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7] ، فَقَالَ شَرِيكٌ: أَجَلْ، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتَهُ، شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ الْجُلُوسِ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ، ثُمَّ سَكَتَ، فَتَذَاكَرَ الْقَوْمُ الْحَدِيثَ فِي النَّبِيذِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَدِّثِ الْقَوْمَ بِمَا سَمِعْتَ فِي النَّبِيذِ، فَقَالَ: كَلَّا، الْحَدِيثُ أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعَرَّضَ لِلتَّكْذِيبِ عَلَى مَنْ يَرُدَّ؟ عَلَى -[335]- مَنْ يَرُدَّ؟ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيِّ أَمْلَى عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ "
الصفحة 334
430