كتاب اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

فاعل الشعراء: هو قوله يهتدي, والمعنى: أن هذا الممدوح يهتدي في الفعل مالا يهتدي إليه (3/أ) الشعراء, وهم موصوفون بالفنطنة, وادعاء الأشياء المتعذرة, فهذا الممدوح يفعل الأشياء التي لا تهتدي الشعراء إليها حتى يفعلها فتعرفها حينئذٍ.
وقوله: [الكامل]
في كل يوم للقوافي جولة ... في قلبه ولأذنه إصغاء
إذا جاءت القوافي في الشعر فالمراد بها الأبيات والقصائد, وأصل القافية عند بعضهم الكلمة التي في آخر البيت مثل: منزل - وحومل, وهذا مذهب سعيد بن مسعدة, ومذهب الخليل أن القافية من آخر ساكنٍ في البيت إلى أول ساكنٍ يليه مع المتحرك قبل الساكن. فهذا في بعض المواضع يوافق قول سعيد بن مسعدة, وفي بعضها يخالفه؛ فمما يتفق فيه القولان مثل قول امرئ القيس: حومل, فالقافية عند الأخفش هي حومل, وكذلك يجب أن تكون على مذهب الخليل؛ لأن آخر حرف في البيت هو ياء الترنم, وأول ساكنٍ يليه واو حومل, والمتحرك الذي قبل الواو هو الحاء؛ فقد تساوي المذهبان. والاختلاف الذي يقع بين القولين في مثل قوله: [الوافر]
أقلي اللوم عاذل والعتابا
فالقافية عند أبي الحسن العتابا, والقافية على مذهب الخليل قوله: تابا من العتابا.
وإنما سمي البيت قافية؛ لأن القافية تكون فيه. وقال قوم: القافية ما لزم الشاعر إعادته من الحروف. ومذهب قطرب أن القافية حرف الروي, مثل لازم منزل, ودال ثهمد, وتسمى

الصفحة 10