كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 1)
أُنْزِلَ الليلة من الفتن، ماذا أُنْزِلَ من الخزائن. من يوقظُ صواحبَ الحُجُرات (¬1)؟ يَا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة".
585 - وعن عليِّ بن أبي طالب: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طرقه (¬2) وفاطمة بنت رسول اللَّه (¬3) -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة فقال: "ألا تُصَلِّيانِ؟ " فقلت: يا رسول اللَّه، أنفسنا بيد اللَّه، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا (¬4)، فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليَّ شيئًا ثم سمعته وهو مُوَلٍّ يضرب فخذه (¬5) وهو يقول: " {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] ".
586 - ومن حديث ابن عمر الذي ذكر فيه رؤياه، -وسيأتي- قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّه لو كان يصلي من الليل"، فكان بعدُ
¬__________
(¬1) (صواحب الحجرات) يريد أزواجه، حتى يصلين.
(¬2) (طرقه): الطروق الإتيان بالليل.
(¬3) على هامش الأصل "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-"، وفي "صحيح البخاري": "النبي عليه السلام".
(¬4) (بعثنا)؛ أي: أيقظنا، وأصله إثارة الشيء من موضعه.
(¬5) (يضرب فخذه) فيه جواز ضرب الفخذ عند التأسف، وقال ابن التين: كره احتجاجه بالآية المذكورة -يعني: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا. . .} الآية، وأراد منه أن ينسب التقصير إلى نفسه.
_______
585 - خ (1/ 351)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الزهري، عن علي بن حسين، عن حسبن بن علي، عن علي بن أبي طالب به، رقم (1127)، أطرافه في (4724، 7347، 7465).
586 - خ (1/ 350)، (19) كتاب التهجد، (2) باب: فضل قيام الليل، من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه به، رقم (1121، 1122)، أطرافه في (1157، 3739، 3741، 7016، 7029، 7031).