كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 1)

"إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" ثم أخذ جَرِيدَةً فشقها بنِصْفَيْن، ثم غَرَسَ في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول اللَّه! لما صنعت هذا؟ فقال: "لعله (¬1) يخفف عنهما ما لم ييبسا".
* * *

(19) باب الميت يسمع خَفْقَ النِّعَالِ، وفي ثناء الناس عليه، والنهي عن سب الموتى
688 - عن أنس: عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "العبد إذا وُضعَ في قبره، وتُوُلِّيَ وذهب أصحابه، حتى إنه ليسمع قَرع نِعَالهم، أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؛ محمد بن عبد اللَّه؟ (¬2) فيقول: أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك اللَّه به مقعدًا من الجنة"، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فيراهما جميعًا".
وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ، ثم يُضْرَبُ بمِطْرَقَةٍ من حديد ضَرْبَةً بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثَّقَلَيْنِ".
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "لعله أن".
(¬2) في "صحيح البخاري": "محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-".
_______
688 - خ (1/ 422)، (23) كتاب الجنائز، (67) باب الميت يسمع خفق النعال، من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس به، رقم (1338)، طرفه في (1374).

الصفحة 468