كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 1)
حتى انتهينا إلى روضة خضراء، فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان، فإذا (¬1) رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصَعِدَا بي في الشجرة وأدخلاني دارًا لم أرَ قَطُّ أحسن منها، فيها رجالٌ شيوخ وشباب، ونساء وصبيان، ثم أخرجاني منها فصعدا في (¬2) الشجرة، فأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب.
قلت: طَوَّفْتُمَاني الليلة فأخبراني عما رأيت؟ قالا: نعم.
الذي رأيته يُشَقُّ شِدْقُه فكذَّاب يحدث بالكِذْبَةِ فتُحْمَلُ عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به (¬3) إلى يوم القيامة.
والذي رأيته يُشْدَخُ رأسه فرجل علَّمَهُ اللَّه الفرقان (¬4)، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يُفْعَلُ به إلى يوم القيامة.
والذي رأيته في الثقب فهم الزناة.
والذي رأيته في النهر آكل الربا.
والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم (¬5)، والصبيان حوله فأولاد الناس.
والذي يوقد النارَ مالكٌ خازن النار.
والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين.
وأما هذه الدار فدار الشهداء.
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "وإذا".
(¬2) في "صحيح البخاري": "فصعدا بي في".
(¬3) في "صحيح البخاري": "فيصنع به ما رأيت".
(¬4) في "صحيح البخاري": "القرآن".
(¬5) في "صحيح البخاري": "عليه السلام".