كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 1)

بناته -وعنده سعد وأُبَيّ بن كعب ومعاذ- أنَّ ابنها يَجُودُ بنَفْسِهِ، فبعث إليها: "للَّه ما أخذ ولله ما أعطى، وكلٌّ بأَجَلٍ، فلتصبر ولتحتسب".
زاد في رواية (¬1): فأرسلت إليه تُقْسِمُ عليه، فقام وقمنا معه، فلما قعد رُفِعَ إليه فأَقعده في حِجْرِهِ، ونَفْسُ الصبي تقعقع (¬2) ففاضت عينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال سعد: ما هذا يا رسول اللَّه؟ فقال: "هذه رحمة يَضَعُهَا اللَّه في قلوب من يشاء من عباده. وإنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء".
* * *
¬__________
(¬1) خ (4/ 220)، (83) كتاب الأيمان والنذور، (9) باب قول اللَّه تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}، من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أسامة به، رقم (6655).
(¬2) (تقعقع)، أي: تضطرب وتتحرك، وقيل: معناه: كلما صار إلى حال لم يلبث أن يصير إلى غيرها، وتلك حالة المحتضر.
_______
= طريق إسرائيل، عن عاصم هو الأحول، عن أبي عثمان هو النهدي، عن أسامة به، رقم (6602)، أطرافه في (1284، 5655، 7377، 7448).

الصفحة 477