كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 1)
الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: ابن عبد المطلب، فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد أجبتك" فقال الرجل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إني سائلك فمُشَدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تجدْ عليَّ (¬1) في نفسك، فقال: "سَلْ عَمَّا بَدَا لك" فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آللَّه أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: "اللهم نعم (¬2) " قال: أَنْشُدُكَ باللَّه، آللَّه أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ فقال: "اللهم نعم" قال: أنشدك باللَّه، آللَّه أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: "اللهم نعم" قال: أنشدك باللَّه، آللَّه أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم نعم" فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضِمَامُ ابن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر.
58 - وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث بكتابه رجلًا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت (¬3) أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُمَزَّقُوا كل مُمَزَّقٍ.
¬__________
(¬1) (فلا تجد عليَّ)؛ أي: لا تغضب.
(¬2) (اللهم نعم) الجواب حصل بنعم، وإنما ذكر (اللهم) تبركًا بها، وكأنه استشهد باللَّه في ذلك تأكيدًا لصدقه.
(¬3) (فحسبت) القائل هو ابن شهاب راوي القصة.
_______
58 - خ (1/ 40)، (3) كتاب العلم، (7) باب: ما يذكر في المناولة، وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان، من طريق ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس به، رقم (64)، طرفه في (2939، 4424، 7264).