كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 1)

1182- عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَن سَعيدِ بْنِ جُبَيرٍ؛ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَتَبَتْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِكِتَابٍ، فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ لِيَقْرَأَهُ، فَتَعْتَعَ فِيهِ، فَدَفَعَهُ إِلَيَّ فَقَرَأْتُهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا لَوْ هَذْرَمْتَهَا كَمَا هَذْرَمَهَا الْغُلاَمُ المِصْرِيُّ، فَإِذَا فِي الْكِتَابِ: إِنِّي امْرَأَةٌ مُسْتَحَاضَةٌ، أَصَابَنِي بَلاَءٌ وَضُرٌّ، وَإِنِّي أَدَعُ الصَّلاَةَ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ، وَإِنَّ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ سُئِلَ عَن ذَلِكَ، فَأَفْتَانِي أَنْ أَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اللهُمَّ لاَ أَجِدُ لَهَا إِلاَّ مَا قَالَ عَلِيٌّ، غَيْرَ أَنَّهَا تَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ، وَالمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ، وَتَغْتَسِلُ لِلْفَجْرِ.
قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْكُوفَةَ أَرْضٌ بَارِدَةٌ، وَإِنَّهُ يَشُقُّ عَلَيْهَا، قَالَ: لَوْ شَاءَ الله لاَبْتَلاَهَا بِأَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ.
1183- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَن إِبرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ (1) بنِ طَلْحَةَ، عَن أُمِّهِ ابْنةِ جَحْشٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً طَوِيلَةً، قَالَتْ: فَجِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَفْتِيهِ، وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنِّي لأَسْتَحْيِي بِهِ، قَالَ: وَمَا هِيَ، أَيْ هَنْتَاهُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً طَوِيلَةً كَثِيرَةً، قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلاَةَ وَالصَّوْمَ، فَمَا تَرَى فِيهَا؟ قَالَ: أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ، قَالَتْ: قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَتَلَجَّمِي، قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاتَّخِذِي ثَوْبًا، قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّمَا يَثُجُّ ثَجًّا،
_حاشية__________
(1) تحرف في طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، إلى: «عمران»، مع إقرار محققا الطبعتين بأنه فِي الأصل: «عمر»، وزعما أنه خطأ، والمُثبت عن طبعة دار الكتب العلمية، وقال محققها: كذا بالأصل.
- قال الترمذي: رواه عُبيد الله بن عَمرو الرَّقِّي، وابن جُريج، وشَريك، عن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عمه عمران، عن أُمه حمنة، إِلا أَن ابن جُريج يقول: عمر بن طلحة، والصحيح عمران بن طلحة. «سنن الترمذي» (128).

الصفحة 424