كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 1)
1218- عبد الرزاق، عَنِ الثَّورِيِّ وَغَيْرِهِ، عَن إِبرَاهِيمَ بْنِ المُهَاجِرِ، عَن صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ، وَأَنْ يَسْأَلْنَ عَنْهُ، وَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ شَقَقْنَ حَوَاجِزَ، أَوْ حُجُورَ مَنَاطِقِهِنَّ، فَاتَّخَذْنَهَا خُمُرًا، وَجَاءَتْ فُلاَنَةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنَ الْحَيْضِ؟ قَالَ: لِتَأْخُذْ إِحْدَاكُنَّ سِدْرَتَهَا وَمَاءَهَا، ثُمَّ لِتَطَّهَّرَ، فَلْتُحْسِنِ الطُّهْرَ، ثُمَّ لِتُفِضْ عَلَى رَأْسِهَا، وَلْتُلْصِقْ بِشُؤُونِ رَأْسِهَا، ثُمَّ لِتُفِضْ عَلَى جَسَدِهَا، ثُمَّ لِتَأْخُذْ فرْصَةً مُمَسَّكَةً، أَوْ قُرْصَةً، شَكَّ أَبو بَكْرٍ، فَلْتَطَّهَّرْ بِهَا، يَعْنِي بِالْقُرْصَةِ الشَّكُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الذَّرِيرَةَ، قَالَتْ: كَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَاسْتَحْيَى مِنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَتَرَ مِنْهَا، وَقَالَ: سُبحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بِهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَحَمْتُ الَّذِي قَالَ، فَأَخَذْتُ بِجَيْبِ دِرْعِهَا، فَقُلْتُ: تَتَّبِعِينَ بِهَا آثَارَ الدَّمِ.
قَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ: لَحَمْتُ: فَطِنْتُ.
9- بَابُ الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ.
1219- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، قَالاَ: إِذَا رَأَتِ الْحَامِلُ الدَّمَ وَإِنَّ حَيْضَتَهَا عَلَى قَدْرِ أَقْرَائِهَا، فَإِنَّهَا تَمْسِكُ عَنِ الصَّلاَةِ كَمَا تَصْنَعُ الْحَائِضُ.
قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: تِلْكَ التَّرِيَّةُ.
1220- أخبرنا عبد الرزاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ، وَعَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ فِي الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ قَالاَ: هِيَ بِمَنْزِلَةِ المُسْتَحَاضَةِ تَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً عِنْدَ صَلاَةِ الظُّهْرِ.
الصفحة 431