كتاب المسند للدارمي - ط التأصيل (اسم الجزء: 1)

40- باب في إعظام العلم.
664- أَخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ (1), قَالَ: قَالَ ابْنُ مُنَبِّهٍ: كَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَا مَضَى يَضِنُّونَ بِعِلْمِهِمْ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا, فَيَرْغَبُ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي عِلْمِهِمْ, فَيَبْذُلُونَ لَهُمْ دُنْيَاهُمْ, وَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ الْيَوْمَ بَذَلُوا عِلْمَهُمْ لأَهْلِ الدُّنْيَا, فَزَهِدَ أَهْلُ الدُّنْيَا فِي عِلْمِهِمْ, فَضَنُّوا عَلَيْهِمْ بِدُنْيَاهُمْ.
(الإتحاف: 25418), (البشائر: 705).
_حاشية__________
(1) قال محقق طبعة دار البشائر: هكذا في الأصول, وفي الإتحاف: حجاج بن الأسود.
665- أَخبَرَنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْكُمَيْتِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ, قَالَ: أَخبَرَنا الضَّحَّاكُ بْنُ مُوسَى, قَالَ: مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يُرِيدُ مَكَّةَ, فَأَقَامَ بِهَا أَيَّامًا, فَقَالَ: هَلْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَدْرَكَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليهِ وسَلم؟ قَالُوا لَهُ: أَبُو حَازِمٍ, يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (1), فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ, فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ, قَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَازِمٍ, مَا هَذَا الْجَفَاءُ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, وَأَيُّ جَفَاءٍ رَأَيْتَ مِنِّي؟ قَالَ: أَتَانِي وُجُوهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ تَأْتِنِي, قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, أُعِيذُكَ بِاللهِ أَنْ تَقُولَ مَا لَمْ يَكُنْ, مَا عَرَفْتَنِي قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ, وَلاَ أَنَا رَأَيْتُكَ, قَالَ: فَالْتَفَتَ سُلَيْمَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ, فَقَالَ: أَصَابَ الشَّيْخُ وَأَخْطَأْتُ, قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ, مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ, قَالَ: لأَنَّكُمْ أَخْرَبْتُمُ الآخِرَةَ, وَعَمَّرْتُمُ الدُّنْيَا, فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَنْتَقِلُوا مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ, قَالَ: أَصَبْتَ يَا أَبَا حَازِمٍ, فَكَيْفَ الْقُدُومُ غدًا عَلَى اللهِ, قَالَ: أَمَّا الْمُحْسِنُ فَكَالْغَائِبِ يَقْدَمُ عَلَى أَهْلِهِ, وَأَمَّا الْمُسِيءُ فَكَالآبِقِ يَقْدَمُ عَلَى مَوْلاَهُ, فَبَكَى سُلَيْمَانُ, وَقَالَ: لَيْتَ شِعْرِي مَا لَنَا عِنْدَ اللهِ, قَالَ: اعْرِضْ عَمَلَكَ عَلَى كِتَابِ اللهِ, قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ, وَأَيُّ مَكَانٍ أَجِدُهُ, قَالَ: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} قَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَيْنَ رَحْمَةُ اللهِ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: رَحْمَةُ اللهِ (2) قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ, قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ, فَأَيُّ عِبَادِ اللهِ أَكْرَمُ؟ قَالَ: أُولُو الْمُرُوءَةِ وَالنُّهَى, قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ (3), فَأَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: أَدَاءُ الْفَرَائِضِ مَعَ اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ, قَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ أَبُو حَازِمٍ: دُعَاءُ الْمُحْسَنِ إِلَيْهِ لِلْمُحْسِنِ,
_حاشية__________
(1) قوله: «يا أمير المؤمنين» لم يرد في طبعة دار البشائر.
(2) قوله: «رحمة الله» لم يرد في طبعة دار البشائر.
(3) قوله: «يا أبا حازم» لم يرد في طبعة دار البشائر.

الصفحة 429