كتاب المسند للدارمي - ط التأصيل (اسم الجزء: 1)

75- باب في مس الختان الختان.
780- أَخبَرَنا أَبُو نُعَيْمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنِ الْحَسَنِ, عَنْ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليهِ وسَلم, قَالَ: إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ, ثُمَّ جَهَدَهَا, فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
(الإتحاف: 20052), (البشائر: 827).
76 - باب فِي الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ.
781 - أَخبَرَنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ, قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَأَلَتْ خَالَتِي (1) خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا, رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَحْتَلِمُ, فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ.
(الإتحاف: 21414) , (البشائر: 828).
_حاشية__________
(1) قوله: «خالتي» من جميع النُّسَخ الخطية, والإتحاف, وطبعَتَي دار التأصيل, ودار المُغني. وأما في طبعة دار البشائر فحذفها المحقق من طبعته, وقال في الحاشية: في الأصول والإتحاف: «سألت خالتي» , كأنه خطأ قديم, فخولة كما في رواية أحمد وغيره إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم, وسيأتي عند المصنف في الرقاق (2884) , باب ما يقول إذا نزل منزلاً, من حديث سعيد, عن سعد بن مالك, عن خولة, ليس فيه خالتي.
- قلنا: تسرع محقق طبعة دار البشائر في النتيجة التي وصل إليها, ولو أنه بحث قليلاً لظهر له أن ما جاء في أصوله والإتحاف هو الموافق لجميع مصادر التخريج, عدا مسند أحمد, وأن رواية مسند أحمد هي الخطأ, فقد ورد هذا الحديث من خمسة طرق عن شعبة, غير طريق أبي الوليد الطيالسي, جميعهم بإثبات أن خولة هي خالة سعيد بن المسيب, لا خالة النبي صلى الله عليه وسلم, وذلك في خمسة مصادر: "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (3264) , و"حديث السراج" (1864) , و"الكامل" لابن عدي (13699) , ومخطوط "المنتقى من حديث النجاد عن شيوخه" الحديث رقم (23) بترقيمنا, ومخطوط "الفوائد المنتخبة من أصول مسموعات الحسن بن أحمد المخلدي" الحديث رقم (863) بترقيمنا.
ويُؤيد ما سبق أيضًا قول إسحاق بن راهويه في "مسنده" (2147) بعد أن أشار إلى هذه الرواية: «فَكَانَتْ إِحْدَى خَالاَتِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ».
وقول الدَّارَقُطني في "العلل" (4124): «ورواه عبد الوارث, عن علي بن زيد, عن سعيد بن المُسَيَّب قال: سأَلَتْ خالتي خَوْلةُ بنت حكيم النَّبيَّ صَلى الله عَليه وسَلم, بهذا, مُرسلاً».
وأما رواية الإمام أحمد في "المسند" (27954) والتي اعتمد عليها المحقق, فنصها كما يلي: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ, قَالَ: حَدَّثنا شُعْبَةُ (ح) وَحَجَّاجٌ, قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ, قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ يُحَدِّثُ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ, وَهِيَ إِحْدَى خَالاَتِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وَسَلم, سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وَسَلم عَنِ الْمَرْأَةِ تَحْتَلِمُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وَسَلم: لِتَغْتَسِلْ.
هكذا جاءت هذه الرواية في طبعات المسند الثلاث: المكنز, وعالم الكتب, والرسالة. وبدون خلاف بين النُّسَخ الخطية. ولا شك أن ما جاء فيها من وصف خولة بنت حكيم بأنها خالة النبي صَلى الله عَليه وَسَلم, هو خطأ بيِّن, للقرائن التالية:
1 - ليس لهذه الرواية أي متابعة, فهي رواية شاذة, ويُستبعد أن يكون هذا الخطأ من الإمام أحمد, والراجح أنه من النساخ, وخاصة أن المسند ليس له إلا أربع نسخ شبه تامة, جميعها نسخ متأخرة, نسخت في القرن الثاني عشر الهجري فما بعد.
2 - عندما ذكر ابن حجر هذا الحديث في "أطراف المسند" (11355) لم يذكر أن خولة خالة النبي صَلى الله عَليه وَسَلم. وفي "إتحاف المهرة" (21414) ذكر أنها خالة سعيد بن المسيب, ونسب الرواية للدارمي وأحمد.
3 - رواية المسند جاءت من طريق حجاج, ومحمد بن جعفر, كلاهما عن شعبة, في حين جاءت رواية حجاج في "الآحاد والمثاني" بإثبات أن خولة هي خالة سعيد بن المسيب.
4 - لم يرد في كتب الحديث, أو التراجم, أو السير, أو الأنساب, أن للنبي صَلى الله عَليه وَسَلم خالة تُدعى خولة بنت حكيم.
5 - جاء عند البخاري وغيره أن خولة بنت حكيم قد وهبت نفسها للنبي صَلى الله عَليه وَسَلم, فكيف يُمكن أن تكون خالته؟!
قال البخاري في "صحيحه" (5113): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ, حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ, حَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِنَ اللاَّئِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا تَسْتَحِي المَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِلرَّجُلِ, فَلَمَّا نَزَلَتْ: (تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.
رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ المُؤَدِّبُ, وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ, وَعَبْدَةُ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
وقال ابن أبي حاتم في "تفسيره" (18293): حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحَمَ, حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ, يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ.
وكذلك أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7590) , والبيهقي في "السنن الكبير" (13483).
782- أَخبَرَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ, عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, زَوْجِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليهِ وسَلم أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ, أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ أُمَّ بَنِي أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ, دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي (1) مِنَ الْحَقِّ, أَرَأَيْتَ الْمَرْأَةَ تَرَى فِي النَّوْمِ مَا يَرَى الرَّجُلُ, أَتَغْتَسِلُ؟ قَالَ: نَعَمْ, فَقَالَتْ (2) عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أُفٍّ لَكِ, أَتَرَى الْمَرْأَةُ ذَلِكَ؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم, فَقَالَ: تَرِبَتْ يَمِينُكِ, فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ؟.
(الإتحاف: 22091), (البشائر: 829).
_حاشية__________
(1) في طبعة دار البشائر: «يستحي».
(2) في طبعة دار البشائر: «قالت».

الصفحة 483