كتاب الفائق في غريب الحديث (اسم الجزء: 1)

أَي دواه وخطوب مُخْتَلفَة وَهُوَ بِمَنْزِلَة عباديد فِي أَنه لم يسْتَعْمل واحده قَالَ رجل من كلب: ... لَحَا الله دهراً شرُّه قبل خَيره ... تقاضى لم يُحْسِنْ إليَّ التَّقَاضيا ... وَقَالَ الشنفري: ... بَزَّنى الدَّهْر وَكَانَ غشوما ... وَقَالَ يحيى بن زِيَاد: ... عذِيريَ من دهر كَأَنِّي وترتُه ... رهينٌ بحبلِ الوُدِّ أَن يتقطَّعَا ... فنهاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذمه وَبَين لَهُم أَن الطوارق الَّتِى تنزل بهم منزلهَا الله عز وسلطانه دون غَيره أَنهم مَتى اعتقدوا فِي الدَّهْر أَنه هُوَ الْمنزل ثمَّ ذموه كَانَ مرجع المذمة إِلَى الْعَزِيز الْحَكِيم تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا. وَالَّذِي يُحَقّق هَذَا الْموضع ويفصل بَين الرِّوَايَتَيْنِ وَهُوَ أَن قَوْله: فَإِن الدَّهْر هُوَ الله حَقِيقَته: فَإِن جالب الدَّهْر هُوَ الله لَا غَيره فَوضع الدَّهْر عِنْدهم بجلب الْحَوَادِث. وَمعنى الرِّوَايَة الثَّانِيَة: فَإِن الله هُوَ الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الجالب للحوادث لَا غير الجالب ردا لاعتقادهم أَن الله لَيْسَ من جلبها فِي شَيْء وَأَن جالبها الدَّهْر كَمَا لَو قلت: إِن أَبَا يُوسُف أَبُو حنيفَة كَأَن الْمَعْنى أَنه النِّهَايَة فِي الْفِقْه لَا المتقاصر. هُوَ: فصل أَو مُبْتَدأ خَبره اسْم الله أَو الدَّهْر فِي الرِّوَايَتَيْنِ. عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبل من الْحُدَيْبِيَة فَنزل دهاسا من الأَرْض فَقَالَ: من يكلؤنا اللَّيْلَة فَقَالَ بِلَال: أَنا ثمَّ ذكر أَنهم نَامُوا حَتَّى طلعت الشَّمْس فَاسْتَيْقَظَ نَاس فَقُلْنَا: أهضبوا.
دهس الدهس والدهاس: مَا سهل ولان من الأَرْض وَلم يبلغ أَن يكون رملا. قَالَ: ... وَفِي الدَّهَاس مِضْبَرٌ مُواثِمُ ...

الصفحة 447