حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني مقاتل بن محمد، عَن ابن جبر، يَعني محمد بن عصام بن يزيد، عَن أَبيه قال: قال لي سُفيان: إحمل كتابي هذا إلى المهدي، قال: فقلتُ يا أَبَا عَبد الله إِن رأَيت أَن تعفيني، وجعلت أمتنع، فقال لي خذ كتابي هذا واحمله فإِن حولي جماعة لو قلت لهم لبادروا حمله إلى أبي عُبَيد الله قال فحملت الكتاب وصرت إلى أبي عُبَيد الله فقلت: رسول سُفيان؟ قال فأمر بي فأنزلت وسأل عني في سر وقال لي بكر بالغداة بالدخول على أمير المؤمنين قال فاستعفيت فقال لابد، ثم بكرت فدخلت عليه فإذا مجلس بيت قد لبد فناولته الكتاب قال فجعل ينظر فيه فإذا في الكتاب: إِني أظهر على أَن لي الأمان ولكل من طولب بسبي وعلى أَن أحل من بلاد الله حيث أشاء فإِني أرجو أَن يخير الله لي قبل ذلك. قال فأَعطاني مالا أحمله إِليه فأبيت ولم أقبله وقال: له الأمان ولمن طولب بسببه ويحل من بلاد الله حيث شاء ولكن يوافيني بالموسم، وما على أبي عَبد الله يضع يده في يدي فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قال: فرجعت إلى سُفيان فقلت قد جاء الله بما تحب قال أمير المؤمنين: كيت وكيت فقال: اسكت قل له يستعمل ما يعلم حتى إِذا إستعمل ما علم أتيناه فعلمناه ما لا يعلم. قال فخار الله له فتوفى قبل ذلك.