كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

قال فجاء بكرسي فوضع فخرج أَبو هارون فجلس عليه قال وكان في كتابه: إجعل لي الأمان، أَو يخير الله لي قبل ذلك، قال فلما قرأ الكتاب قال: نعم بل لك الأمان إنزل حيث شئت واذهب حيث شئت، قال وقل له يوافينا بالموسم، قال فلما خرجنا قال لي يعقوب قل لأَبي عَبد الله سبحان الله يذهب هذا؟ مظلمة يردها خير من كذا وكذا، قال فقلت: لا نعرف سُفيان، وهو يتكلم في شيء ويسكت عن شيء. قال أَبو عَبد الله فمات في نحو من رجب.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن يَحيَى قال: حَدثنا محمد بن عصام قال: سَمِعتُ أَبي يقول: أرسلني سُفيان إلى المهدي بكتابه بأن نأخذ له الأمان منه فدخلت على المهدي فقال لي فيما يقول: لو جاءنا أَبو عَبد الله لكنا نتزر بإزار ونرتدي بآخر ونضع أيدينا في يده ونخرج إلى السوق فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فحكيت ذلك لسفيان فقال لي لو عمل بما يعلم لكان لا يسعنا إِلاَّ أَن نذهب فنعلمه مالا يعلم.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني مقاتل بن محمد حدثني محمد بن جبر الأصبهاني، وكان أَبوه عصام صاحب سُفيان، عَن أَبيه قال كتب معي سُفيان بكتاب أمانه إلى المهدي فقلت يا أَبَا عَبد الله إِن رأَيت أَن تعفيني فقال ترى هؤلاء الذين عندي ما أحَد منهم أدفع إِليه هذا الكتاب إِلاَّ هو يرى أَني قد أسديت إِليه خيرًا فانطلق فقل ما تعلم، واسكت عما لا تعلم. قال وكتب معي إلى المهدي فحملت الكتاب وصرت إلى أبي عُبَيد الله وقلت: رسول سُفيان، فأمر بي فأنزلت وسأل عني في سر وقال بكر بالغداة للدخول على أمير المؤمنين فاستعفيت، قال: لا بد، ثم بكرت فدخلت عليه فإذا مجلس بيت قد لبد فناولته الكتاب فجعل ينظر فيه فإذا في الكتاب: إِني أظهر على أَن لي الأمان ولكل من طولب بسبي وعلى أَن أحل من بلاد الله عز وجل حيث أشاء فإِني أرجو أَن يخير الله لى قبل ذلك ،

الصفحة 109