كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني عُبَيد الله بن سَعيد أَبو قدامة، حَدثنا عَبد الصمد، يَعني ابن حسان، قَال: قال سُفيان الثَّوري إِني أدخلت على المهدي، فقلتُ له أَنظر عُمر بن الخطاب، فقال: عُمر كان له أَصحاب، فقلت: فعمر بن عَبد العزيز فقد كان في فتنة وفي ما كان فيه فما تكلم بِشيءٍ إِلاَّ صار سنة، فقال: إِن لم أطق؟ فقلت إجلس في بيتك.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، قال: قلتُ لأَبي نُعَيم أَن الفريابي ذكر أَن سُفيان دخل على أبي جعفر بمنى فقال إتق الله فإِنك إِنما أنزلت هذه المنزلة بأسياف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا وهزلا، حج عُمر بن الخطاب فبلغت نفقته ستة عشر دينارا وأَنت فيما أَنت، قال فتأمر أَن أكون مثلك؟ قال لا تكون دون ما أَنت فيه وفوق ما أَنَا فيه، قال فأخرجت، ولم أَحفظه عن الفريابي حدثنيه محمد بن هارون عنه. فقال لي أَبو نُعَيم: إِنما دخل على المهدي في ولاية عهده بمنى لا على أبي جعفر.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أَبي، حَدثنا أَبو الدرداء عَبد العزيز بن منيب، قال: سَمِعتُ الفضل، يَعني ابن مقاتل، البلخي، قال: سَمِعتُ النضر ابن زُرَارة يقول طلب أَبو جعفر الثَّوري حتى قدم عليه فأدخل عليه، قال فأقبل على سُفيان بالملامة فقال: تبغضنا وتبغض دعوتنا وتبغض عترة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، قال والثَّوري يقول سلام سلام، قال ثم رفع الثَّوري رأسه فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم إلى قوله إِن ربك لبالمرصاد قال فنكس أَبو جعفر رأسه وجعل ينكت بقضيب في يده الأَرض فقال سُفيان: الوضوء الوضوء، ثم قام فخرج عنه.

الصفحة 113