حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا عِمران بن غياث الفزاري حدثني عَبد الله بن شيرزاذ الواسطي قال كنت بعبادان فرأيت رجلاً جئ به في ثياب بياض قد مات فوضع في سفينة فقلت من هذا الذي قد مات على السنة ونجا وصار في الآخرة؟ فلما إرتفع النهار جاءنا الخبر أَن سُفيان الثَّوري مات في تلك الليلة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حَدثنا عُبَيد الله بن سَعيد أَبو قدامة، حَدثنا يَحيَى بن أَيوب، حَدثنا أَبو كريمة المعبر الكوفي قال: قال رجل ذكر أَنه رأى فيما يرى النائم أَنه أدخل الجنة فإذا هو بيُونُس بن عُبَيد، وابن عون، وأَيوب، وسُلَيمان التيمي، وذكر قوما من أهل البصرة من أهل الحديث لم أَحفظ إِلاَّ هؤلاء الأربعة، يتحدثون في روضة من رياض الجنة قال فخطر بقلبي ذكر سُفيان الثَّوري فقلت لهم: لقد كان سُفيان عندنا من خيار الناس فما لي لا أراه فيكم؟ فقالوا بأبصارهم إلى السماء فقالوا ما نرى سُفيان إِلاَّ كما نرى النجم.
- باب ما ذكر من المراثي في سُفيان الثَّوري.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان الواسطي، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول: جاءني حماد بن زيد وجرير بن حازم من الغد، يوم دفنا سُفيان، وقالا لي: أخرج بنا إلى قبر سُفيان، قال: فخرجت معهما قال: فبينا نحن نمشي إذ قال جرير :
من كان باك على حي بمنزلة... يبك الغداة على الثَّوري سفيان.
قال: ثم سكت، فظننت أَنه كان هيأ أبياتا ليقولها ثم سكت.
قال أَحمد بن سنان: وكان معنا عَبد الله بن الصباح البغدادي، وكان رفيقا لنا، فلما ذكر هذا البيت الذي قال جرير بن حازم فقال هُو : أبكي عليه وقد ولي وسودده... وفضله ناضر كالغصن ريان.