كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

- ومن العلماء الجهابذة النقاد من أهل الشام.
عبد الرَّحمن بن عَمرو، الأَوزاعي.
- ما ذكر من علم الأَوزاعي وفقهه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني مُحمد بن عَبد الوهاب قال كنت عند أبي إِسحاق الفزاري فذكر الأَوزاعي فقال: إِن ذاك الرجل كان شأنه عجب كان يسأل عن الشيء الذي عندنا فيه الأثر فيقول للسائل: ما عندي فيه شيء، فيبتلي بلجاجته حتى يرد عليه الجواب فلا يعدو الأثر الذي عندنا. فقال آخر: يا أَبَا إِسحاق هذا شبيه بالوحي، فغضب، ثم قال: من هذا تعجب؟ كان والله يرد على الجواب كما هو عندنا في الأثر لا يقدم منه مؤخرا، ولا يؤخر منه مقدما.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن إِبراهيم الدورقي حدثني القاسم بن سلام قال أَخْبَرني عَبد الرَّحمن بن مهدي قال: ما كان بالشام أحد أعلم بالسنة من الأَوزاعي.
حَدثنا عَبد الرَّحمن حَدثنا أَبو عَبد الله الطهراني، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّزاق يقول: أول من صنف الكتب ابن جُرَيج، وصنف الأَوزاعي حين قدم على يَحيَى بن أَبي كثير كتبه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد أَخْبَرني دحيم، قال: سَمِعتُ أبَا مُسهر يقول أَخْبَرني هقل بن زياد أَن الأَوزاعي أجاب في سبعين ألف مسألة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا العباس بن الوليد بن مزيد، حَدثنا العباس بن نجيح، حَدثنا عون بن حكيم قال خرجت مع الأَوزاعي حاجا فلما أتينا المدينة أتى الأَوزاعي، المسجد وبلغ مالكا مقدمه فأَتاه مسلما عليه فجلسا من بعد صلاة الظهر يتذاكران العلم فلم يذكرا بابا من أبوابه إِلاَّ غلب الأَوزاعي عليه فيه ثم حضرت صلاة العصر فصليا ثم جلسا وعاودا المذاكرة كل ذلك يغلب عليه الأَوزاعي فيما يتذاكران فلما إصفرت الشمس ناظره في باب المكاتب والمدبر فخانقه مالك بن أَنس فيه.

الصفحة 184