كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: سَمِعتُ أَبي يقول: ما سمعت كلام متكلم إِلاَّ وإذا كررته خلق غير كلام الأَوزاعي فإِنك كلما كررت النظر فيه زاد حلاوة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، حَدثنا محمد بن هلال حدثني عَبد الحميد بن حبيب، يَعني ابن أَبي العشرين، قال: قلتُ لمحمد بن شُعيب بن شابور أنشدك الله ومقامك بين يديه لقيت أفقه في دين الله من الأَوزاعيّ؟ قال: اللهم لا، قال: قلتُ فأورع منه؟ قال: لا، قلت فأحلم منه؟ قال ولا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عُبَيد بن حيان قال أَتيت مجلس مالك بن أَنس، وهو عنه غائب فقلت لأَصحاب مالك ما يقول أَبو عَبد الله في مسألة كذا وكذا؟ فأجابوا فيه، فقلت: ما هكذا قال أَبو عَمرو، قالوا وما قال أَبو عَمرو قلت: كذا وكذا، بخلاف ما قالوه، قال فتضاحكوا بي فإِني لكذلك إذ أقبل مالك فلما جلس قالوا يا أَبَا عَبد الله أَلا تسمع ما يحدث الشامي عن الأَوزاعيّ؟ قال فقلت: ما تقول أَنت في مسألة كذا وكذا؟ فأجاب بمثل جوابهم فقلت: ما هكذا قال أَبو عَمرو. فقال: كلف الشيخ فتكلف، فتضاحكوا فمر بي ساعة الله أعلم وعلت مالكا سكتة فأخلد برأسه الأَرض مليا ثم رفع رأسه وقال: القول ما قال أَبو عَمرو فرأيتهم وقد عاد ما كان بي بهم.

الصفحة 185