كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد قال: سَمِعتُ أَبي يقول: كفا، حَدثنا الأَوزاعي من كان قبله.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا دُحَيم قال: قال أَبو مُسهر: لما توفي مكحول جلسوا إلى يزيد بن يزيد بن جابر وكان طويل السكوت فلما رأوا سكوته جلسوا إلى سليمان بن موسى فلما توفي سليمان بن موسى جلسوا إلى العلاء ابن الحارث فلما ولى ابن سراقة قال من فقيه الجند قالوا قيس الأعمى قال لقد ضاع جند فقيهها قيس الأعمى قال فبعث إلى الأَوزاعي فأقدمه من بيروت فكان يفتي بها، يَعني بدمشق.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن أَحمد بن البراء قال: قال علي بن المَدينيّ: نظرت فإذا الإِسناد يدور على ستة، الزُّهْري، وعَمرو بن دينار وقتادة، ويَحيي بن أَبي كثير، وأَبو إِسحاق الهمداني، والأَعمش.
ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الشام إلى عَبد الرَّحمن بن عَمرو الأَوزاعي.
كتب الأَوزاعي في صلاح أمور المسلمين إلى ولاة الأمر.
- باب رسالة الأَوزاعي إلى أبي عُبَيد الله وزير الخليفة في موعظة وسؤال حاجة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة، قال: أَخْبَرني أَبي، عن الأَوزاعيّ؛ أَنه كتب إلى أبي عُبَيد الله: أما بعد؛
فإِني أسأل الله عز وجل أَن لاَ يسلب منك عقلا، ولا دينا وأن يجعل الغالب عليك فيما أَنت فيه التوقي لما كنت تعرف وتكره قبل أَن تبتلي، ولا يجهلك عنه فتنة طمع، ولا كثرة شغل وأن يمن عليك بذكر قلة المتاع وتقريب حضور فراقه ثم يجعلك لحظك فيه مؤثرا وعلى سلبه منك مشفقا فإِنك المرء أحب أَن أتعاهده بذكر ما عسى الله أَن يحدث به خيرًا فإِني أرجو أَن يكون الغيب مني على النصح لك وحب العصمة في دينك وصرف السوء عنك فيه إِن شاء الله، وقد سأَلني إدريس الكتاب إليك فإِن قدرت له رحمك الله على لحق في سكان جبلة طلبت له وأعنته بما عسى الله أَن يجعل قضاء حاجته بما يتسبب منه وأعنت عليه ثم يجزيك به خيرًا ويجعله من النوافل المذخورة في الآخرة إِن شاء الله فعلت والسلام عليك.

الصفحة 187