حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا العباس بن الوليد بن مزيد أَخْبَرني أبي عن الأَوزاعي أَنه كتب: أما بعد جعل الله الأمير ممن ألهمه الخير واستأنف به عمره وجعل فيه قوته وإلي ثوابه منقلبه فإِن الأمير أصلحه الله من المسلمين ومن خليفتهم بالمكان الذي ليس به أحد غيره وأنه غاية عامة من إبتلي فوجد على الشخوص إِليه قوة، للنظر في أموره والبلاغ منه حتى يفرج الله عنه بليته، أَو يتخذ منه عند السؤال عذرا جعل الله الأمير ممن يعضد ضعيف أمته ويهتم بأمر عوامهم ويرق على صاحب البلية منهم بما عسى الله أَن يخلصه به منها ويوفيه عند الحاجة إِليه أجره، وقد كان أصلح الله الأمير إِسماعيل بن الأرزق في ولايته على بعلبك فلم يبلغنا عنه إِلاَّ عفافا وقصدا وقد كان من عقوبة أمير المؤمنين أصلحه الله إياه في بشره وشعره ووضعه في الحبس قبله ما قد علم الأمير فلم يبلغنا أَن ذلك كان عن خيانة ظهرت منه، ولا وصف بها إِلاَّ أَن يكون تعلق عليه لضعف وقد كان الرجل إِذا ولي ثم عزل فبلى منه أمانة حمد وخلى سبيله، أَو حبس فاستعين به فإِن رأى الأمير أَن يهتم بأمره ويُعرف حاله في العذر ومبلغه من السن فيكلم أمير المؤمنين في سراحه وتخلية سبيله فعل فإِن الأمير من يعرف أمير المؤمنين نصحه وفضله إِذا تدبر رأيه، وهو من لا يخاف جبيهته، ولا غلظته وما أدي الأمير إِليه من حق رعيته فسيجده عند الثواب موفرا وجزائه به مضعفا إِن شاء الله.
أسال الله أَن يجزي الأمير بأحسن سعيه ويبلغه في قوله وفعاله رضوانه والخلود في رحمته، والسلام عليك ورحمة الله.