- باب ما ذكر من إستقامة مالك بن أَنس وحسن طريقته.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسين، قال: سَمِعتُ محمد بن رمح يقول: رأَيتُ النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم في المنام منذ أَربعين سنة فقلت: يا رسول الله مالك والليث يختلفان في المسألة؟ فقال النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم: مالك مالك، مالك ورث جدي، يعني إِبراهيم صَلى الله عَليه وسَلم.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: قرئ علي يُونُس بن عَبد الأَعلَى، حَدثنا بشر بن بكر قال: رأَيت في النوم أَنّي دخلت الجنة فرأيت الأَوزاعي وسفيان الثَّوري ولم أَرَ مالك بن أَنس، فقلت: فأين مالك؟ قالوا: وأين مالك، وأين مالك، رفع مالك، قال: فما زال يقول: وأين مالك؟ رفع مالك حتى تسقط قلنسوته.
- باب ما ذكر من كلام مالك بن أَنس عند السلطان بالحق.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حدثني أَبي، حَدثنا أَبو يوسف محمد بن أَحمد بن الحجاج الصيدناني الرقي، حَدثنا أَبو خليد، يَعني عتبة بن حماد القارئ الدمشقي، عَن مالك بن أَنس قال: قال لي أَبو جعفر، يَعني عَبد الله بن محمد بن علي بن عَبد الله بن عباس، يوما: أعلى ظهرها أحد أعلم منك؟ قلت: بلى، قال فسمهم لي، قلتُ: لا أَحفظ أسماءهم، قال: قد طلبت هذا الشأن في زمن بني أُمية، فقد عرفته، أما أهل العراق فأهل كذب وباطل وزور، وأما أهل الشام فأهل جهاد، وليس عندهم كبير علم، وأما أهل الحجاز ففيهم بقية علم وأَنت عالم الحجاز، فلا تردن على أمير المؤمنين قوله، قال مالك: ثم قال لي: قد أردت أَن أجعل هذا العلم علما واحدا، فأكتب به إلى أمراء الأجناد وإلى القضاة، فيعلمون به فمن خالف ضربت عنقه،