كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: رأَيت قتيبة بمكة يجيء ويذهب، ولا يكتب عنه، فقلت لأَصحاب الحديث: كيف تغفلون عن قتيبة، وقد رأَيت أَحمد بن حَنبل في مجلسه؟ فلما سمعوا مني أخذوا نحوه وكتبوا عنه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن: قال: سَمِعتُ أَبي يقول: رأَيتُ في كتب إِبراهيم بن موسى إلى أَحمد بن حَنبل يسأله في مسألة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكر عَبد الله بن أَبي عُمر البكري، قال: سَمِعتُ عَبد الملك بن عَبد الحميد الميموني قال: قال لي أَحمد بن يُونُس بالكوفة: أبلغ أَحمد بن حَنبل السلام.
- باب ما ذكر من صيانة أَحمد بن حَنبل نفسه وظلفه عن طلب الدنيا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، قَال: دخلتُ يوما على أبي رحمه الله أيام الواثق، والله يعلم على أي حالة نحن وقد خرج لصلاة العصر، وكان له لبد يجلس عليه، وقد أتى عليه سنين كثيرة، حتى قد بلي وإذا تحته كتاب كاغذ، وإذا فيه: بلغني يا أَبَا عَبد الله ما أَنت فيه من الضيق وما عليك من الدين، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك وتوسع على عيالك، وما هي من صدقة، ولا زكاة، وإنما هو شيء ورثته من أَبي، فقرأت الكتاب ووضعته فلما دخلت قلت: يا أبة، ما هذا الكتاب؟ فاحمر وجهه، وقال: رفعته منك، ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: وصل كتابك إلي ونحن في عافية، فأما الدين فإِنه لرجل لا يرهقنا، وأمَّا عيالنا فهم في نعمة والحمد لله. فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل كتاب الرجل فلما كان بعد حين ورد عَليه كتاب الرجل بمثل ذلك فرد عليه الجواب بمثل ما ورد فلما مضت سنة أقل، أَو أكثر ذكرناها فقال: لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت.

الصفحة 299