كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

- باب ما ذكر من زهد أَحمد بن حَنبل وورعه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل قال ربما رأَيت أبي رحمه الله يأخذ الكسر فينفض الغبار عنها ثم يصيرها في قصعة ويصب عليها ماء حتى تبتل ثم يأكلها بالملح.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح قال: ما رأَيت أبي قط إشترى رمانا، ولا سفرجلا، ولا شيئًا من الفاكهة إِلاَّ أَن يكون يشتري بطيخة فيأكلها بخبز، أَو عنبا، أَو تمرا، فأما غير ذلك فما رأَيته قط إشتراه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح، قال: قال أَبي: إِن كانت والدتك في الغلا، تغزل غزلا دقيقا فتبيع الأستار بدرهمين أقل، أَو أكثر فكان ذلك قوتنا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح قال: كان ربما خبز له فيجعل في فخارة عدسا وشحما وتمرات شهريز فيجيء إلى الصبيان بقصعة فيصوت ببعضهم فيدفعه إِليهم فيضحكون، ولا يأكلون وكثيرًا ما يأتدم بالخل.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل قال جئت يوما إلى المنزل فقيل لي قد وجه أبوك أمس في طلبك فقلت: وجهت في طلبي؟ قال: جاءني أمس رجل كنت أحب أَن تراه، بينا أَنا قاعد في نحر الظهيرة إِذا أَنا برجل يسلم بالباب، فكأن قلبه إرتاح فقمت ففتحت الباب، فإذا أَنا برجل عليه فرو على أم رأسه خرقة ما تحت فروه قميص، ولا معه ركوة، ولا جراب، ولا عكاز قد لوحته الشمس ،

الصفحة 304