كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

فقلت: أدخل، فدخل الدهليز فقلت: من أين أقبلت؟ فقال من ناحية المشرق أريد بعض هذه السواحل، ولولا مكانك ما دخلت هذا البلد إِلاَّ أَنّي نويت السلام عليك، قال: قلتُ له: على هذه الحال؟ قال: نعم، ما الزهد في الدنيا قلت: قصر الأمل قال فجعلت أعجب منه فقلت في نفسي: ما عندي ذهب، ولا فضة قد خلت البيت فأخذت أربعة أرغفة فخرجت إِليه فقلت: ما عندي ذهب، ولا فضة وإنما هذا من قوتي، فقال: أَو يسرك أَن أقبل ذلك يا أَبَا عَبد الله؟ قلت: نعم، قال فأخذها فوضعها تحت حضنه وقال: أرجو أَن تكفيني هذه زادي إلى الرقة، أستودعك الله، قال فلم أزل قائما أَنظر إِليه إلى أَن خرج، وكان يذكره كثيرًا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح قال ذكر يوما عنده، يَعني أَبيه، رجل فقال: يا بني، الفائز من فاز غدا، ولم يكن لأحد عنده تبعة، وذكرت له ابن أَبي شيبة، وعَبد الأَعلَى البرسي ومن قدم به إلى العسكر من المحدثين فقال إِنما كانت أياما قلائل ثم تلاحقوا وما نحلوا منها بكبير شيء.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا عَبد الله بن أَحمد بن حَنبل فيما كتب إلي قال: سَمِعتُ أَبي يقول: وذكر الدنيا فقال: قليلها يجزي وكثيرها لا يجزي قال وسمعتُ أَبي وذكر عنده الفقر فقال: الفقر مع الخير.

الصفحة 305