كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

- باب ما ذكر من احتساب أَحمد بن حَنبل بنفسه لله عز وجل عند المحنة وصبره على الضراء في محنته.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو زُرعَة رحمه الله، قال: سَمِعتُ محمد بن مهران الجمال يقول: رأَيتُ أَحمد بن حَنبل في المنام كأن عليه بردا مخططا، أَو معينا وكأَنه بالري يريد المصير إلى الجامع يوم الجمعة، قال أَبو جعفر فاستعبرت بعض أهل التعبير فقال: هذا رجل يشتهر في الخير، فما أتى عليه إلا قريب حتى ورد ما ورد من خبره في أَمر المحنة، سمعت أَبا زُرعَة يقول: لم أزل أَسمع الناس يذكرون أَحمد بن حَنبل بخير ويقدمونه على يَحيَى بن مَعين، وأبي خَيثمة غير أَنه لم يكن من ذكره ما كان بعد ما إمتحن فلما إمتحن، إرتفع ذكره في الآفاق، ولولا ما حصف المعتصم ودعا بعم أَحمد بن حَنبل ثم قال للناس تعرفونه؟ قالوا: نعم هو أَحمد بن حَنبل، قال فانظروا إِليه أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم، ولولا ذلك لكنت أخاف أَن يقع شر لا يقام له، فلما قال قد سلمته إليكم صحيحا هدأ الناس وسكنوا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، قال: سَمِعتُ سلمة بن شبيب قال كنت عند أَحمد بن حَنبل فدخل عليه رجل في يده عكازة عليه أثر السفر فقال: من فيكم أَحمد؟ فأشاروا إلى أَحمد، فقال إِني ضربت البر والبحر من أَربع مِئَة فرسخ، أتاني الخضر عليه السلام وقال ائت أَحمد بن حَنبل فقل له إِن ساكن السماء راض عنك لما بذلت نفسك في هذا الأمر.

الصفحة 309