كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

قال أَبو زُرعَة فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده فقلت ألا تتقي الله تفعل مثل هذا؟ قال أَبو زُرعَة فأوقفته على موضع موضع وأخبرته وقلتُ له: أما هذا الذي غيرت فإِنه هذا الذي جعلت، عَن ابن أَبي فديك فإِنه، عَن أَبي ضمرة مشهور وليس هذا من حديث ابن أَبي فديك، وأما هذا فإِنه كذا وكذا فإِنه لا يجيء عن فلان وإنما هذا كذا، فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله ثم قلتُ له: فإِني حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي إنتخبت على الشيخ، ولو لم أَحفظه لكان لا يخفى على مثل هذا، فاتق الله عز وجل يا رجل.
قال أَبو محمد فقلتُ له: من ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبى أَن يسميه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: وسمعت أَبا زُرعَة يقول دفعت كتاب الصوم إلى رجل بغدادي فرد علي فإذا أَنه قد غير حرفًا من الإِسناد عن جهته.
قال أَبو زُرعَة فتعجبت منه فقلت في نفسي يا سبحان الله من يريد أَن يفعل هذا بي؟ أي شيء يظن؟ وقلت في نفسي أَنه يظن أَنه عمل شيئًا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: وسمعت أَبا زُرعَة يقول: ودفع إِليه رجل حديثا فقال اقرأ فلما نظر في الحديث قال: من أين لك هذا؟ قال وجدته على ظهر كتاب ليوسف الوراق.
قال أَبو زُرعَة: هذا الحديث من حديثي غير أَني لم أحدث به، قيل له: وأَنت تحفظ ما حدثت به مما لم تحدث به؟ قال بلى، ما في بيتي حديث إِلاَّ وأَنا أفهم موضعه.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول: مررت يوما ببيروت فإذا شيخ مخضوب متكئ على عصا فلما نظر إلى قال لرجل: ترى هذا ليس في الدنيا أَحفظ من هذا.
قال أَبو زُرعَة ما يدريه؟ عرف حفاظ الدنيا حتى يشهد لي بهذه الشهادة؟ غير أَن الناس إِذا سمعوا شيئًا قالوه.

الصفحة 333