كتاب الجرح والتعديل (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

- باب ما ذكر من جلالة أَبي زُرعَة عند العلماء.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الحسن بن أَحمد بن الليث، قال: سَمِعتُ أَحمد بن حَنبل وسأله رجل فقال: بالري شاب يقال له أَبو زُرعَة، فغضب أَحمد وقال: تقول شاب؟ كالمنكر عليه، ثم رفع يديه وجعل يدعو الله عز وجل لأَبي زُرعَة ويقول: اللهم انصره على من بغي عليه، اللهم عافه، اللهم ادفع عنه البلاء، اللهم، اللهم، في دعاء كثير.
قال الحسن فلما قدمت حكيت ذلك لأَبي زُرعَة وحملت إِليه دعاء أَحمد بن حَنبل له وكنت كتبته عَنه فكتبه أَبو زُرعَة وقال لي أَبو زُرعَة: ما وقعت في بلية فذكرت دعاء أَحمد إِلاَّ ظننت أَن الله عز وجل يفرج بدعائه عني.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: رأَيت في كتاب عَبد الرَّحمن بن عُمر الأصبهاني المعروف برستة من أصبهان إلى أَبي زُرعَة بخطه: إعلم رحمك الله أَنّي ما أكاد أنساك في الدعاء لك ليلي ونهاري أَن يمتع المسلمون بطول بقائك فإِنه لا يزال الناس بخير ما بقي من يعرف العلم وحقه من باطله، ولولا ذاك لذهب العلم وصار الناس إلى الجهل، وقد جاء عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم أَنه قال: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وقد جعلك الله منهم فاحمد الله على ذلك فقد وجب لله عز وجل عليك الشكر في ذلك.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول: أردت الخروج من مصر فجئت لاودع يَحيَى بن عَبد الله بن بُكير فقلت تأمر بِشيءٍ؟ قال: أخلف الله علينا بخير.

الصفحة 341